كانت أبين في الماضي القريب حتى عام 1967م هي الدلتا ، وتمتد من شقرة شرقاً إلى الخاملة غرباً ، ومن الشيخ عبدالله والكود جنوباً إلى باتيس ويرامس شمالاً وباختصار هي المدن والقرى الواقعة على وادي حسان ووادي بنا الكبيرين . وبعد انتصار ثورة 14 اكتوبر أتى التقسيم الإداري الجديد أضيفت إلى أبين أحور العوالق السفلى والمنطقة الوسطى وهي مشيخة دثينة والعواذل لودر. ولكن المدينة زنجبار ازدهرت خلال حكم الاشتراكي وكانت فيها تنمية زراعية وصناعية وبشرية ، ولم تتأثر تكويناتها الاجتماعية والحضارية بالهجرة من المناطق الجبلية ( ريف أبين ) إلاّ بعد سقوط الدولة وسيطرة القبيلة على مراكز القرار ، وبالذات بعد حرب 1994م الظالمة على الجنوب ، لتصبح المدينة زنجبار مباحة للفيد ، وهو ماشجع أغلب النازلين من الجبل للاستيطان في المدينة ، فأنشئت أحياء في المدينة لم تكن معروفة حتى 1994م مثل الفلوجة وباجدار والمراقد وغيرها ناهيك عن الذين تغلغلوا في الأحياء العريقة للمدينة وأريافها مثل الخاملة والمخزن وهذا الزحف لم يصن للمدينة كرامتها برغم ترحيبها بهم بل خانوها وهدموا ما بنته من تراكمات حضارية خلال عقود.
وعام بعد عام والمدينة تعاني من الزحف القبلي المدعوم من السلطة القبلية المركزية حتى أصبح أبناء الدلتا أقليات يطالبون الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالحماية ، حسب رأي أكاديمي .حتى التقارير الصحفية التي تنشر عن مدينة زنجبار هي تلميع للسلطة المحلية التي تعيش في المنفى وتكتفي باستلام ميزانية المحافظة وتبحث عن المنظمات الأغاثية ومشاريع الدول المانحة لأن فيها ( لقمة ) إما حال البلاد وما آلت ليه ظروف الناس ليس مهماً .. لايهم تلك السلطة الوجه الحضاري لزنجبار وما أصابها من غزو خارجي ( دحباشي ) وداخلي ( أعرابي )لأن هناك تناغم بين الأول والثاني بدليل أن المباني والعقارات التي يملكها الشمالي لم تتأثر بالقصف لافي حرب 2011ولا في حرب 2015مثل بنك الكريمي أو بنك التسليف الزراعي ولم يتجرأ أصحاب الجبل من تحويلها إلى سكن أو محل تجاري كما فعلوا بالبريد والبنك الأهلي أو شركة التأمين الجنوبية والجهاز المركزي للمحاسبة .
ومع كل هذا السلطة المحلية لم تبادر إلى حل هذه القضايا العالقة التي شلت الحركة الإدارية وعمل مؤسسات المجتمع المدني الذي أفقد زنجبار صفة المدينة ، ولأن المستولين على كل تلك المقرات والمباني هم من نفس
السلطة القبلية ولهذا لابد أن تعطف عليهم( كما لو نزل واحد من الجبل وسكن له في روضة أو مدرسة أو اتحاد نساء مش مهم في نظرهم ، تسقط زنجبار وتبقى بلا بنك ولا بريد المهم الجماعة يسكنون وكل شي بانجي عليه!
وهكذا احتلت مقرات مؤسسات المجتمع المدني تباعاً : اتحاد النساء ، واتحاد الأدباء والتحاد التعاوني السمكي ومقر الهلال الأحمر وشركة التجارة وشركة التأمين كل هذه الأماكن احتلت من قبل النازلين من الجبل ، أقصد أحفاد أصحاب الجبل .. جبل ( أحد ) الذين أوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يرابطوا فوق الجبل أثناء غزوة أحد ، فعندما بدأ المسلمون حسم المعركة ورأوا الغنائم تتساقط ، خالفوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم وتركوا الجبل ، ونزلوا لجمع الغنائم ، فانتهز الكفار هذه الثغرة وداروا لضرب المسلمين من الخلف فهزم المسلمون في ( أحد ) اليوم أصحاب الجبل يكررون خطأ أجدادهم ، فمنذ 1994م وهم يتركون أماكنهم وينزولون من الجبل لجمع الغنائم في زنجبار وغيرها من مدن الجنوب ، بينما الغزاة يمرون صوب عدن ، ولهذا سقطت المدينة زنجبار عسكرياً على يد الغزاة ثم سقطت حضارياً وإنسانيا على يد أصحاب الجبل.. الآن أصبحت زنجبار قرية تتخللها تلال من البعر وروث الحمير بعد ما كانت الشوارع وساحات المدارس مزروعة وروداً وخضرة ،لأنها فقدت ووجهها الحضاري بالتشويه والاستيلاء على مؤسساتها المدنية وهذه حقيقة لاينكرها إلاّ جاحد .. اللهم أن الحق أسمك وصفتك وقد قلته كما أمرتني ، اقتداءً بقول رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه .. وهذا أضعف الإيمان )
كشف بأبرزالمرافق الحكومية ومقرات مؤسسات المجتمع المدني المحتلة
1ـ مكتب بريد زنجبار 8ـ اتحاد الأدباء والكتاب 15ـ اتحاد النساء
2ـ البنك الأهلي 9ـ شركة التأمين 16ـ مؤسسة النقل البري
3ـ مكتب شهداء ومناضلي حرب التحرير 10ـ مقر الجهاز المركزي للمحاسبة 17ـ أدارة الشئون الاجتماعية
4ـ شركة التجارة الداخلية 11ـ روضة 14 اكتوبر 18ـ مكتب الخدمة المدنية
5ـ الصيدلية الوطنية 12ـ المدرسة الثانوية القسم الداخلي 19ـ معهد الأوراس
6ـ مطبعة الدار الجديد (الجمهورية) 13ـ المدرسة الإعدادية القسم الداخلي 20ـ القسم الداخلي للأوراس
7ـ نادي حسان الرياضي 14ـ مقر الهلال الأحمر 21ـ جمعية أبين الاجتماعية