آخر تحديث :الخميس - 03 أكتوبر 2024 - 07:31 م

كتابات

أوركسترا سياسية بأداة تراثية ناعمة:
حضرموت من يمننة 67 إلى يمننة القحوم - بقشان

الإثنين - 02 أكتوبر 2023 - 07:39 م بتوقيت عدن

حضرموت من يمننة 67 إلى يمننة القحوم - بقشان

عبدالله الحضرمي

هناك خلل في أجندة القائمين على مؤسسة حضرموت للثقافة بتبنيها حفلات الأوركسترا التراثية والطواف بها حول العالم. لا نعني هنا الفنان الشاب والطموح محمد القحوم ولا مجموعة الموظفين في إدارة المؤسسة، فالقحوم ينقصه الوعي الكافي واللازم، ويقدم انتشاره الشخصي أو ما يسميه مشروعه الخاص على أي قيمة فنية أو وطنية أو أخلاقية، فالغاية تبرر الوسيلة، بالرغم من أنه لم يقرأ "كتاب الأمير". والآخرون وجدوا مهام تدر عليهم بعض المال وسفريات سياحة دينية إلى مكة والمدينة وأخرى اجتماعية إلى جدة والقاهرة تتبعها سياسية فنية إلى الرياض والقاهرة وباريس ...إلخ، فهم بها فرحون ولا يردون طلباً أو أمراً للشيخ المؤسس الممول. ومن أين لأي منهم أن ينطق أو يهمس حتى، إذا قال الشيخ؟

كانت أول حفلة في ماليزيا 2019 تراثية حضرمية قبل تأسيس مؤسسة الشيخ للثقافة، ولم تكن لها صلة مباشرة بالسياسة، فكان صداها جميلاً رغم أن في البلاد حرباً وأزمات وأوضاع منيلة بستين نيلة. لكن المحطة الثانية كانت انحرافاً وسقوطاً للشيخ المؤسس وللمؤسسة التي ابتدأت نشاطها في دار الأوبرا بالقاهرة 2022 بتلك الحفلة التي كان شعارها"نغم يمني على ضفاف النيل" وبرعاية وحضور حكومي رسمي يمني مستفز ، وتم إدخال وصلات من التراث الصنعاني وصل إلى حد إشراك مغنية شعبية مغمورة تغني على إيقاع معشرة (صحن معدني)، فتندر الحضارم يومها على الحفلة بتسميتها ( أوركسترا ذات المعاشر).
لا يهم كم يصرف على هذه الحفلات التي يتحمل المؤسس نفقات كل شيء بما في ذلك نقل الضيوف الأتباع جواً من عواصم وبلدان العالم شرقاً وغرباً باستضافات خمسة نجوم. المهم لماذا تستمر المؤسسة والقحوم وبقشان في تكريس واحدية التراث، وفرض اليمننة على تراثنا الحضرمي في عواصم العالم؟ وماذا تكسب حضرموت من هذه الخدمات المجانية التي تقدمها مؤسسة الشيخ للسياسة اليمنية التي لا يخفي قادتها ما تعنيه حضرموت بالنسبة لهم طمعاً ونهباً وهيمنة وطمس هوية؟

يقول القحوم إن للفن رسالة إنسانية. وهذا صحيح، لكن ليس من الإنسانية أن تقدم خدمات للآخر الذي له مشروع هيمنة عليك ويستهدف طمس هويتك التراثية والسياسية والوطنية، وتخذل الإنسان في حضرموت الذي يؤذيه أن يرى العبث بتراثه ويمننة فنه الحضرمي بأموال الشيخ السعودي الجنسية ومن هم خلفه، لتوصيل رسائل "سلام" كاذبة للعالم عن حضرموت وكأنها تعيش وضعاً مثالياً ويتمتع مواطنوها بمستوى من الترف لا ينقص منه سوى أن يقيم القحوم ومؤسسة الشيخ حفلات في باريس وغيرها من عواصم يعلم ساستها أن حضرموت الآن في أسوأ مرحلة تمر بها، وأنها الملف الذي يفاوض عليه الحوثي اليمني لإعادتها إلى حضيرة اليمننة والنهب والطمس للهوية.

الخلاصة: يستخدم الشيخ الحضرمي السعودي الممول ومن خلفه (!!!!) التراث الحضرمي كرافعة فنية لخدمة أجندة سياسية أهم بنودها يمننة حضرموت سياسياً من جديد على الضد مما يريده الشعب في حضرموت اليوم. أما القحوم وإدارة مؤسسة الشيخ فهم من التبلد النفسي بحيث لا يشعرون بما حولهم، فلديهم مناعة قوية، فلا حياء ولا هم يحزنون، بل هم الآن يجهزون حقائبهم إلى دولة أخرى بعد حفلة باريس. أما خلاصة الخلاصة فهي يمننة حضرموت سياسياً بأوركسترا القحوم - بقشان. وعاشت حضرموت يمنية حوثية، بلا هوية بلا بطيخ.