آخر تحديث :السبت - 27 يوليه 2024 - 12:12 م

تحقيقات وحوارات


ماضٍ مجيد وحاضر مهمل.. مصير مؤلم لآثار لحج

الإثنين - 10 يونيو 2024 - 11:48 م بتوقيت عدن

ماضٍ مجيد وحاضر مهمل.. مصير مؤلم لآثار لحج

تقرير | صدام اللحجي :

في ظلال الماضي العريق، تقف آثارنا التاريخية شامخة كشهود على حضارات مضت وأمجاد تلاشت. لكن اليوم، تئن هذه الآثار تحت وطأة الإهمال وقساوة الطبيعة، متسائلة عن مصيرها في زمن باتت فيه الحفاظ على التراث معركة في وجه الزمن والإنسان.

*هويتنا وتاريخنا*

تزخر محافظة لحج بمآثر تاريخية مختلفة، منها ما هو عربي إسلامي ومنها ما هو من تراث الأمم التي تعاقبت على أرضنا. هذه المآثر تمثل جزءًا لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا، ولكنها اليوم تعاني من الإهمال والتجاهل منها على سبيل المثال " دار العرائس وقصر السلطان العبدلي الذي بني بشكل هندسي على الطراز الهندي عام 1343 هـ ، وهو اليوم يعاني التدهور يوماً بعد يوم.

*غياب الوعي*

الإهمال لا يقتصر على عدم الصيانة والترميم فحسب، بل يمتد ليشمل الفشل في تثمين هذه الآثار وإدماجها في البرامج التنموية المحلية. وهذا يعكس غياب الوعي بأهمية التراث ودوره في تعزيز الهوية الوطنية والتنمية المستدامة.
إن الحفاظ على الآثار التاريخية وتثمينها تعد مسؤولية الدولة بدرجة أساسية للحفاظ على ما تبقى من إرث وتاريخ محافظة لحج لكن لا حياة لمن تنادي.

*قصص الأجداد*

وتعد آثار لحج شاهدًا حيًا على الحضارات التي تعاقبت على محافظتنا فهي تحكي قصص الأجداد وتعبر عن الفنون والعلوم التي ازدهرت في الماضي. ومن خلالها نتعلم عن العادات والتقاليد والأساليب الحياتية التي كانت سائدة في العصور الغابرة ، فرغم أهميتها، تواجه اليوم تحديات جمة، منها الإهمال والتخريب والسرقة. فالعديد من المواقع التاريخية تفتقر إلى الصيانة الدورية والحماية الكافية، مما يجعلها عرضة للتلف والاندثار. وفي بعض الأحيان، تتعرض هذه الآثار للتخريب على يد أشخاص يجهلون قيمتها، أو يسعون وراء الكسب المادي عبر بيع القطع الأثرية في السوق السوداء.

*مسؤولية كبيرة*

إهمال الآثار التاريخية له تأثيرات سلبية ليس فقط على الحفاظ على التراث، بل أيضًا على الاقتصاد المحلي. فالسياحة الثقافية تعتبر مصدر دخل هام للعديد من المجتمعات التي تحيط بهذه الآثار. وبالتالي، فإن تدهور هذه المواقع يعني فقدان فرصة ثمينة لتعزيز الاقتصاد وتوفير فرص العمل ، يقع على عاتق السلطات المحلية لا سيما في لحج مسؤولية كبيرة في حماية الآثار التاريخية. يجب تخصيص الموارد اللازمة للصيانة والترميم، وكذلك تطوير القوانين التي تضمن حماية هذه الكنوز من السرقة والتخريب. كما يجب تعزيز الوعي العام بأهمية هذه الآثار ودورها في تشكيل الهوية الوطنية.

*ضمان وحماية*

ولضمان حماية آثار لحج التاريخية، يجب تبني استراتيجيات فعالة تشمل التعليم والتوعية، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتشجيع المبادرات المجتمعية للحفاظ على التراث. كما يجب العمل على إدماج الآثار في الحياة العصرية بطرق تحترم قيمتها وتضمن استدامتها.

*شهود صامتين*

تقف آثار لحج كشهود صامتين على عظمة ماضينا وتراثنا الثقافي الغني. إنها جسور تربطنا بجذورنا وتعلمنا دروسًا قيمة عن الحضارات التي سبقتنا. لكن، عندما نتخلى عن مسؤوليتنا تجاه هذه الكنوز، نخاطر بفقدان جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية والإنسانية ، كما يجب أن نعي أن الحفاظ على الآثار ليس مجرد واجب وطني، بل هو استثمار في مستقبلنا. فاجيالنا القادمة تستحق أن ترث تاريخها وتحميه بأي شكل، لتظل شاهدة على تاريخ أمة عريقة، تفخر بماضيها وتبني مستقبلها بثقة وعزم.