آخر تحديث :الخميس - 10 أكتوبر 2024 - 11:54 م

عرب وعالم


الخسائر بالمليارات .. خبراء يكشفون السبب وراء العطل التقني العالمي

الجمعة - 19 يوليه 2024 - 05:14 م بتوقيت عدن

الخسائر بالمليارات .. خبراء يكشفون السبب وراء العطل التقني العالمي

عدن تايم/سكاي نيوز عربية

ارتبك العالم، توقفت حركة الطيران، ودبت الفوضى. هكذا استطاعت التكنولوجيا أن تثبت بالفعل خطورة الاعتماد عليها، رغم كل تطوراتها وتحديثاتها.
ماذا حصل وكيف؟ وعلى من تقع المسؤولية؟ ماذا ستكون الخسائر؟ هل يتوسع الخلل؟ أسئلة عديدة طرحها موقع "سكاي نيوز عربية" على أهل الخبرة، الذين أجمعوا على خطورة اعتماد العالم على شركة واحدة ونظام تشغيل واحد في مختلف القطاعات.
يرى المستشار في أمن وتكنولوجيا المعلومات رولان أبي نجم، أنه "من المبكر أن تجري الشركات تحليلا تقنيا فيما إذا كان السبب ناتج عن عملية قرصنة أو خلل أمني سيبراني".
وتابع: "المؤكد أنه حين يحدث خلل في نظام شركات بحجم شركة مايكروسوفت المرتبطة بالعالم كله عندما تعمل على تحديث وتطوير البرمجيات فيها، من الممكن حينها أن يقع عطل وينتج خلل مهما حاولت السيطرة عليه".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "ما حصل سببه أن كل الأنظمة تعتمد على نظام واحد لشركة وحيدة هي مايكروسوفت، وهنا تكمن خطورة احتكار شركات التكنولوجيا".
وأردف أبي نجم: "هناك ما بين 5 و7 شركات تسيطر على تكنولوجيا العالم، ومن الضروري استحداث شركات بديلة ومنافسة حتى لو كانت الكلفة باهظة".
وتوقع أن تكون "الخسائر بالمليارات وأن تسرع الحكومات بإيجاد حلول وإجراءات سريعة في كل العالم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة"، كما توقع المطالبة الفورية بوقف احتكار مثل هذه الشركات واستحداث غيرها.

من المستفيد؟

قال أبي نجم: "المستفيدون كثر لا مجال للحصر، في مقدمتهم الشركات المنافسة في دول مثل الصين وروسيا التي صارت مستقلة ولديها أجهزة خاصة بها".
وتابع: "أما المستفيدون على الصعيد السياسي فهي الدول التي تعتبر نفسها منافسة للشركات الأميركية في عالم التكنولوجيا، لذا يجب عدم القبول بالاشتراك بمزود خدمة واحد".
وأضاف أبي نجم: "في الواقع كل شيء معطل، إنما لم يتم الإعلان عنه إلا تدريجيا".
ورأى أن "مايكروسوفت بحاجة لمزيد من الوقت كي تحصي حجم الخسائر. مدة 7 ساعات من العطل ستنتج أضرارا كارثية، فكيف إذا استمر الأمر لأيام؟".
وتوقع أبي نجم "المزيد من التعتيم الإعلامي من مايكروسوفت"، وقال: "هناك حكومات تعطلت، لذا على مايكروسوفت إصدار بيان رسمي على وجه السرعة. في حال كان الخلل سببه اختراق سيبراني، تبقى الشكوك حول الدول المنافسة للولايات المتحدة مثل الصين وروسيا".

تحديث مضاد للفيروسات

وفي السياق ذاته، قال خبير التحول الرقمي والأمن السيبراني فريد خليل، إن "تحديث مضاد للفيروسات الجديد كان السبب وراء الخطأ التقني الذي أثر سلبا على بقية الأنظمة المرتبطة بنظام شركة مايكروسوفت".
وأشار خليل إلى العراقيل التي شهدتها مختلف القطاعات المهمة في العالم، لا سيما منها عرقلة المطارات والعمل في المستشفيات، والأهم توقف بورصات العالم الاقتصادية والمنصات الإعلامية وغيرها.
وفي حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، عزا الأسباب التي صعبت الأمور إلى ارتباط كل أنظمة العالم بنظام شركة واحدة.
وأضاف: "حين تتحكم شركة واحدة بهذا الموضوع يكون كل شيء تحت سيطرتها، مما يشكل خطورة على كل العالم".
كما قال المستشار في شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عامر طبش لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "سبب العطل انهيار الأنظمة".
وأضاف: "نحن كمستخدمين نرى العطل الأساسي في نظام مايكروسوفت، إنما هناك عدة أنظمة".
وتابع: "منصات مايكروسوفت هي الأكثر انتشارا والأكثر فعالية، وبالتالي توقف كل شيء بطريقة غير مباشرة".

الخسائر بالمليارات

وتعليقا على الخسائر المادية، قال الخبير في الشؤون الاقتصادية منير يونس إنه "لا شك أن كلفة الأعطال باهظة ولا تقديرات نهائية حتى اللحظة".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "من المؤكد أن الخسائر ستكون بعشرات المليارات، خصوصا كلفة الانتظار ومسألة الوقت وإلغاء رحلات الطيران وأقسام البورصات وشركات الاتصالات والمصارف. وهنا نشدد على كلفة الوقت".
وقال يونس لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "العالم في سباق محموم على الثروات وهذه تحسب بالثواني، وبالتالي أي تعطيل يسبب تأخير يتسبب بعشرات المليارات وأكثر. علمنا أن تحديث برنامج أمني أدى إلى ذلك، ووفق مايكروسوفت أجزاء كبيرة تتعلق بخدمات التخزين عادت تدريجيا".
وتابع: "أسهم مايكروسوفت هبطت بنسبة 2 بالمئة، ومن الممكن زيادة وتيرة هذا الهبوط إذا تفاقمت المشكلة، إنما بحسب بياناتهم قد تحل المشكلة اليوم".
وختم: "العالم يدفع ثمن الاحتكار لأن خدمات مايكروسوفت مسيطرة على هذا السوق الكبير وتعتمد على نظام تشغيل واحد. وهذا أمر غير طبيعي، يجب أن يكون هناك عدة أنظمة تنافس، وهنا وقعنا في خطر الاحتكار في ظل غياب خطة طوارئ بديلة".