آخر تحديث :الأربعاء - 09 أكتوبر 2024 - 02:42 ص

كتابات


اسرائيل .. حاضرة ومخترقة لتفاصيل المشهد اليمني

السبت - 27 يوليه 2024 - 02:58 م بتوقيت عدن

اسرائيل .. حاضرة ومخترقة لتفاصيل المشهد اليمني

كتب / خالد سلمان

وزير الخارجية الإسرائيلي يمعن في إهانة الحوثي، ويعلن إن إسرائيل على إستعداد لتوجيه ضربة ثانية للحوثيين وأكثر من ضربة ، ومع هذه الرسالة النارية أعتقد أن الجماعة قد استوعبت الدرس جيداً ،ولن تغادر في شططها مساحة التهريج الإعلاني، والدوران على حواف شعار الموت لإسرائيل ،دون أن تعيد الكرة ثانية ، وستعتبر أن عملية يافا التي أسقطت زجاج نافذتين وقتيلاً واحداً غير قابلة للتكرار، إلا في نطاق البروبجنده والألاعيب الدعائية بقصف البحر المحيط بإسرائيل، دون أن تخترق الأجواء أو تسقط قتلى وجرحى.
إسرائيل أمام أمنها لا تعنيها السياسة ، ولا تقف مطولاً حول ردود أفعال العالم ،وإن لها قدرتها النارية الضاربة ، التي تتخطى الحدود وتوصل حمولتها الجهنمية حيث أرادت، ومازالت الحديدة تحترق بصواريخ سرب العشرين طائرة الإسرائيلية حتى اللحظة.
الحوثي يعتقد أن صعلكته الصاروخية قليلة الفعل تجاه كيان الإحتلال ، يمكن أن تحميها الصفقات السياسية ، والحفاظ الإمريكي عليه-الحوثي- لحسابات تتصل بحاجة واشنطن للجماعة لتنفيذ سياساتها في المتطقة ، إسرائيل التي تمرست على القتل والإبادات والحروب منذ إغتصابها لفلسطين ، هي غير واشنطن ، فالسياسة قضية تالية لأمنها ، الأمن أولاً وهو وحده من يجعلها تعيش في محيط يمور بالعداء لوحشتها السافرة ، لذا هي لا تهدد بل غالباً تضرب في العمق ، وإذا كانت أشعلت الحديدة، لاشيء سيمنعها من إحراق مران وصعدة وتواجد الحوثي في صنعاء في ضرباتها التالية.
أثبتت عملية قصف الحديدة أن إسرائيل تفوق واشنطن إستخبارياً ، وإنها حاضرة ومخترقة تفاصيل المشهد اليمني ،وأنها وفرت للبنتاجون معلومات لم يكن يملكها ، وبنك إهداف ظل غائباً عنه .
الحوثي هو الآخر برغم عنترياته، إلا أن غباءه قابل للتقييم الداخلي لدوائر القرار الضيقة، وبالتالي لن يجازف بالرد والوصول إلى تل ابيب حتى وان أستطاع ، وسيبقى الموت لإسرائيل شعاراً عبيطاً يبيعه لإنصاره المحليين، لحث السير بهم نحو المحارق.
من يقتل اليمني هو الحوثي بإستدعاء آلة الموت ، دون أن يمتلك القدرة على مقاومة أسراب الطيران الاسرائيلية، لا بغطاء جوي ولا بقدرة الردع ، وبالتالي هو القاتل الثاني في جريمة المئة ضحية وحريق الحديدة.
إسرائيل تدرك جيداً ماهو الشيء الذي يوجع الحوثي ، وهو قطعاً ليس قصف مسيَّرة أو صاروخ يمكن الإحلال محلهما ، بل شل مصدر ضخ المال لأذرعه،وتعطيل أهم موارد لإبقاء آلته الحربية في حالة فعالية ، لذا الميناء الذي حوله من مصدر عيش وإغاثة ملايين المدنيين، إلى هدف مزدوج جباية واستقبالاً للخبراء والسلاح ، وبالتالي الحوثي باستدعاء القتلة وحده من يشرعن تدمير مابقي من منشآت اليمن.
الإستخلاص: الحوثي مجرم ، وإسرائيل اشد إجراماً، الثاني سبعاود ضرب الحوثي في ما الاول سيكف عن الأخذ بثأر الحديدة ، سيلعق جراحه وسيعوي قائده من على منصة الخطابة ، ولن يرُد .