حضور الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي ضمن فريق مجلس القيادة الرئاسي في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة ليس مجرد حضور بروتوكولي ولكنه خطوة إستراتيجية ذكية لإعادة رسم حضور الجنوب على خريطة السياسة الدولية.
رغم مشاركته ضمن وفد المجلس الرئاسي اليمني إلا أن الزُبيدي جعل من وجوده منصة لإيصال رسالة واضحة وهي ان الجنوب حاضر وصامد ولديه صوت مؤثر في أي حل سياسي أو أمني في اليمن والمنطقة.
اللقاءات مع قادة دول مثل سوريا ولاتفيا واليونان وغيرها لم تكن اجتماعات ودية فحسب ولكنها كانت محاولات لتوطيد تحالفات سياسية ودبلوماسية قابلة للتأثير على موازين القوة في المنطقة وهي رسائل واضحة لمن اراد ان يفهم.
حضور الرئيس القائد الزُبيدي هذا المحفل الدولي الهام يكشف ثلاث رسائل رئيسية:
1- الجنوب ليس تابعا أو هامشيا فوجوده ضمن وفد المجلس الرئاسي لا يقلل من حضوره السياسي ؛ بالعكس يثبت أن الجنوب قوة فاعلة وصوته مسموع ومصالحه يجب أن تُحسب في أي توازن مستقبلي.
2- الواقعية السياسية أداة القوة اي من خلال المشاركة الفعلية في اجتماعات صانعي القرار يقدم الزُبيدي الجنوب كشريك ضروري لأي استقرار إقليمي وليس مجرد جزء من اليمن بل كعنصر مفتاح في المعادلة.
3- استثمار الشرعية الدولية فتواجده في الأمم المتحدة يضمن أن قضية الجنوب تبقى حاضرة في صدارة النقاش الدولي ما يخلق فرصة لاستقطاب دعم سياسي واقتصادي وعسكري بشكل مستقبلي.
الدرس الواضح من هذه المشاركة أن الجنوب بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي أصبح يمثل خط دفاع مزدوجًا: دفاع عن مصالحه المحلية ودفاع عن استقرار اليمن والمنطقة فهذا الحضور يرسل إشارة قوية للمجتمع الدولي تتلخص بإن أي حل أو اتفاق مستقبلي يجب أن يأخذ الجنوب في الاعتبار وإلا ستظل القوى الفاعلة في الجنوب لاعبة على أكثر من طاولة وعلى الأرض وهذا الأهم.