سعى الإخوان إلى الوصول إلى السلطة بكل الطرق الممكنة، ظنوا أن بإمكانهم تحويل الحروب إلى مجرد نزاع سياسي عابر، وأن الإعلام يمكن أن يكون سلاحًا أقوى من الجيوش، لكن النتائج كانت مغايرة تمامًا لما خططوا له، حيث أدخلوا شعوب ليبيا واليمن والسودان في دوامة من الصراعات المدمرة، لم يجنوا منها سوى الفشل والدمار.
وفي البداية، اعتقدوا أن التحالفات اللامبدئية والشعارات الجوفاء كفيلة بتعبيد طريقهم إلى السلطة، لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن الحرب ليست مجرد نزاع لفظي، ولا يُمكن كسب المعارك بالاحتجاجات أو الهتافات، فشلوا في بناء جيوش حقيقية، ليحل محلها ميليشيات ضعيفة لا تُجدي في ساحات المعركة، ومع كل فشل عسكري، زادت معاناة شعوبهم، التي باتت تدفع ثمن هذا الصراع الدموي الذي لا ينتهي.
وبينما نالت الشعوب نصف مليون قتيل، وتشرّد أكثر من 15 مليون شخص، انهارت اقتصادات البلدان التي حاولوا فرض إرادتهم عليها، فيما استفاد الإخوان من مكاسبهم الشخصية في المنافي، لم تكن هذه الحروب سوى وقودًا لتحركاتهم غير المدروسة، حيث اختاروا نهج الفوضى بدلاً من البناء.
وفي خضم كل هذا، ظلوا يرددون أكاذيب عن مؤامرات تحاك ضدهم، متجاهلين حقيقة أن أسلحتهم ومعسكراتهم قد تساقطت واحدة تلو الأخرى، تاركين وراءهم دمارًا لا يُمكن إصلاحه، وفي النهاية، كان الثمن الذي دفعته الشعوب أكبر بكثير من المكاسب التي حاولوا أن يحققوها.