اليوم، يتساءل كثير من الباحثين والمراقبين الدوليين عن سرّ هذه الانتصارات المتتالية التي يحققها الجنوب، وكيف استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يفرض معادلة جديدة على الأرض من باب المندب غربآ للمهرة شرقآ وعلى الطاولة السياسية الاقليمية والدولية.
والإجابة واضحة لمن يعرف حقيقة هذا الشعب الجبار
قضية شعب الجنوب عادلة، جذورها ضاربة في التاريخ، ومطالب شعب كامل لا يمكن تجاهلها أو طمسها.
قيادتنا السياسية ثابتة و تعرف أين تضع قدمها، وأين تمضي بالبوصلة الوطنية، ولا تسمح للاهتزاز أو المساومة أن تنال من قرارها.
قوتنا العسكرية ضاربة يقاتل رجالها بعقيدة وطنية خالصة، لا بحسابات المصالح، ويقدّمون النموذج الأقوى في الانضباط والإيمان بالهدف.
مجتمعنا الجنوبي محكوم بالأخلاق قبل السلاح و يحترم قيم الأرض والإنسان، وينتصر بالمروءة قبل القوة.
لهذا تهاوت عروش خصومنا ولهذا يكتب الجنوب فصلاً جديداً من تاريخه، ولهذا أيضاً تقف العدسات الأجنبية اليوم أمام مشهدٍ غير مسبوق شعب ينتصر لأنه يحمل حقه باستعادة السيادة على ارضه ، وقيادة تنتصر لأنها تحمل الامانه لشعبها.
واليوم، وبعد ثلاثة عقود، أصبحت تلك الحقيقة واضحة للمراقبين والباحثين الدوليين أن الجنوب لم يعد رقماً مهمّشاً في معادلة المنطقة، بل فاعل محوري يفرض احترامه، ويؤكد حضوره، ويعيد تشكيل مسار الأحداث على أسس جديدة أكثر عدلاً واستقراراً.
هذه هي الرسالة التي حملناها منذ نكبة ٩٤
واليوم يسمع العالم بوضوح غير مسبوق لصوت الجنوب الحقيقي.
باختصار لأنهم واجهوا قضية لا تُساوَم وقادة لا ينكسرون وشعباً لا يتراجع عن حقه.