آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 07:56 م

كتابات واقلام


عـــدن أعجوبة الزمان وراحة المكان بين مطرقة الضباع وسندان الخداع

الجمعة - 14 مايو 2021 - الساعة 11:24 م

محمد علي محمد احمد
بقلم: محمد علي محمد احمد - ارشيف الكاتب


كتبه/ محمد علي محمد أحمد

لا يخلو يوم يمر علينا إلا ونقرأ فيه عزاءاََ في الكثير ممن نعرفهم او لا نعرفهم ، بشكل يجعلنا نراجع أنفسنا ونتوقف للحظة نحاول فيها ان نتحقق في أسباب هذا الموت هل كان سببه جريمة أم هو موت طبيعي ..
وهذا قطعاََ لا يتعارض مع إيماننا المطلق بقدر الله ومشيئته في خلقه سبحانه ، بل هو من الواجب علينا أن نهتم بحياة الإنسان التي بذلك نعطيه حقه من الكرامة والتقدير والعرفان ..
وقد سمعنا عن موت الكثيرون قتلاََ لأنفسهم وتمر علينا تلك الحوادث مرور الكرام ، ولا نكتفي بالتعزية وحسب بل ونلومهم بقتل أنفسهم منتحرين وبأنهم في النار ؛ وإذا بهم رحمهم الله عاشوا حياتهم ناراََ وأخراهم ناراََ !!
وتغافلنا الجريمة الكبرى وهي أننا كمجتمع وجسد واحد آثمون ومتسببون في قلتهم أنفسهم ، ونحن ننظر إليهم دون مد يد العون لهم ومحاسبة من أوصلوهم إلى ذلك المصير
والكثير منا يعرف أحوالهم وهم يتضورون جوعاََ ويتألمون بصمت وعفة حتى فقدوا صبرهم وطاشت عقولهم دون حسبان !!
وآخرون لأنهم لم يستطيعوا دفع تكلفة العلاج
والبعض جوعاََ في بيوتهم التي لا يملكون فيها شيئ من فتات الأرض ؛ ولا مال يمنحهم الحياة وعزتهم تأبى أن تمتد أيديهم لمن يهينهم أو يرمقهم بقول كالسهم السام أو صدقة فيها أذىََ ونظرة احتقار ..
والكثير الكثير ممن ذهب ضحية مجتمعنا الذي أصبح أشبه بالغابة لا رحمة فينا ولا ذرة من ضمير إنسان ؛ وقد كان أهل عدن مشهورون بالحب والإحسان وتفقد الجيران وإغاثة اللهفان ..
أرأيتم كيف اننا مذنبون في حق بعضنا البعض ونحن نظن أننا ابرياء لا دخل لنا في موت أحد جوعاََ أو مرضاََ أو في فقدان عقول البعض من هول المعاناة وقسوة الحياة !!!

فما قولكم في حكومة ومسؤولين عن هذا الشعب وهم ينهبون ماله ويذلونه ويعذبونه أشد وأنكى العذاب ، أليسوا هم القتلة الحقيقيون وليس الله الذي هو رحيم ولطيف بعباده ، أليسوا هم الكفرة الذين تكبروا وتجبروا واشركوا بالله وتدخلوا في مشيئته فيتفنون ويتسلون في تعذيب عباد الله حتى الموت !!

ولنضرب لكم مثلاََ لأثبت لكم أن الحكومة والمسؤولين عن العباد كائن من كان ومن ولوا أمرهم هم الجناة القتلة و المجرمون وان الله بريئ منهم ..

والنبي عليه الصلاة والسلام قال :
كلكم راعِِ وكلكم مسؤول عن رعيته
فهذا مسؤول عن مديرته ويخضعون للمحافظ الذي يمثل تلك السلطة و الحكومة المسؤولة عن كل مواطنيها فمثلاََ هب أن :

" مسؤول حبس أحد مواطنيه وقطع راتبه عن أولاده وغيبه عنهم وأدخله غرفة ضيقة مظلمة دون ماء ولا هواء ولا طعام ولا حتى موقع للأذى أعزكم الله ؛ فمات هذا المواطن في سجنه المظلم المعدم من كل الخدمات ومن أبسط تعامل إنساني معه "

" و مسؤول قام بالإهتمام بمواطن آخر و وفر له كل الخدمات التي تعينه على الحياة الكريمة وبأسعار رمزية للسلع ومعاشه مستمر لم يقطعه عنه وكل ما يحتاجه من علاج و من دراسة لأولاده ومن دواء متسير له في المستشفيات الحكومية ، وفي يوم من الأيام توفي هذا المواطن ."

كلا المواطِنَين ماتا رحمهم الله أليس كذلك
فهل موتهم جميعا هو قدر من الله !!
الإجابة واضحة واتركها لضمائركم وعقولكم علكم تستيقضون من سباتكم وتتركون أحلامكم الوردية وتؤجلوها بعد أن تغيروا واقعكم ..

فإلى متى سنظل كالأموات ونحن نرى كثير منا يموتون كل يوم قهراََ وجوعاََ وكمداََ وضيقاََ وحرماناََ واختناقاََ ..
إلى متى هذا الحقد و الظلم والتعذيب المتعمد والموجه صوب عدن و سكانها و عشاقها والذي تسبب بالموت المفاجئ للبعض من كافة الفئات العمرية إما بقتل للأنفس والذي لم نعهده من قبل أو بأمراض لم يعانون منها مسبقاََ بل هي نتيجة لهذا الكبت والتضييق للخناق ؛ كـ السكتات والجلطات بأنواعها و ارتفاع للسكر و ارتفاع للضغط المهيأ لانفجار الحديد فما بالكم بالبشر !!
كيف لا و كل المآسي والآلام التي اجتمعت وحلت على سكانها جراء خبث ومكر ما تسمى بـ حكومة الشر للرعية التي جُمِعَت من كل لئيم وحاقد فاستبدلت شكلاََ بمزيج من الخرفان و عبر مدراء يفتقدون للضمائر الحية وما تعنيه المسؤولية وآخرون شهود زور مجرد أبواق صوتية وقيادات صورية ؛ وما ذلكم الإهمال القاتل و المتعمد في الخدمات و في أبسط الحقوق الإنسانية إلا خير دليل على مخطط إجرامي لعين هدفه ذبح للجنوب ولعدن بصفة خاصة بمنتهى الوحشية والعنصرية التي فضحت زيف تشدقهم بوحدة لم تكن تمثل لهم سوى مغنم ومطمع ، و كانت للجنوب شر خديعة فاقت كل توقع .

كل ذلك يحدث ..
في جنة الدنيا وسيدة الأوطان!!!
و حاضنة الثوار من كل مكان!!
و عروس البحر والخلجان!!
و مدينة الثقافة واحترام الأديان!!!
في العاصمة الأبدية للجنوب رغم الخذلان!!!
و العاصمة المؤقته لشرعية الجحود والنكران !!!
و العاصمة الإقتصادية لليمن زيفاََ و بهتان!!!

وكل تلك المسميات لم تشفع لها كي تحيا بأمن وأمان و أن يرفع عنها الظلم والطغيان !!!
هل لأن معدن تربتها وأهلها أصيل و كريم
وعنوانها المحبة والسلام حتى مع اللئام !!!

فعار علينا جميعاََ إن كنا أوفياء للحبيبة عدن وبعد كل هذا الضيم أن نصمت للحظة واحدة فنكون سبباََ في تماديهم واستمرار ظلمهم وحربهم القذرة ضدها وتشويه سمعتها ، وحتى لا يتوهمون أو تساورهم أدنى الظنون أن أبنائها عبيد صاغرون و لأمثالهم أو لغيرهم سيخضعون ..

إنها الأم البتول التي أرضعت أبنائها العزة والكرامة ورفض الطغيان
والمدرسة الوطنية التي علمت رجالها معاني البطولة والصمود والعنفوان

إنتفضوا أيها الشعب قبل فوات الأوان
كفاكم صبراََ أصبح كفراََ أبعد عن الإيمان
ولا تعادوها بصمتكم فتكونوا كالشيطان
ولن تنصروها برفع علمِِ ولا بمجرد بيان
ولا تستحقوها بتخوين بعضنا أو بالخذلان
فإنه من عاداها ستكتب نهايته بالخسران
والويل لمن خذلها حتماََ سيــذل و يهــــان
فمتى نعي الدورس المؤلمة إن لم يكن الآن!!