آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 06:58 م

كتابات واقلام


البطالة..الخطرالمحدق

الأربعاء - 27 أكتوبر 2021 - الساعة 11:42 م

محمد نجيب
بقلم: محمد نجيب - ارشيف الكاتب


"إن ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب في بعض الدول العربية لتصل إلى 66 في المائة يؤكد أن سياسة التعليم في الدول العربية غير سليمة ما يتطلب إعادة النظر في التعليم"…

عمرو موسى - الامين العام السابق للجامعة العربية.
- بعد بدء الحرب القائمة في مارس 2015م ومباشرة بدأت بالظهور فقاعات إقتصادية ومالية ما لبثت ومع مرور الوقت أن استفحلت بدرجة كبيرة لتنشر شرورها وسمومها وآذاها عميقا في حياة ومعيشة المواطن.
- وبغياب المسؤولية والضمير من أصحاب الحل وقلة حيلة من بيدهم القرار لمواجهة مثل هكذا أحداث ووقائع , تطورت (Evolved ) هذه "الفقاعات" لتصبح مشاكل إقتصادية ومالية كما وكيفا ;ونتيجة لعدم إعطائها الإهتمام والأولوية تحولت تلك الى "ازمات" عميقة ومتجذرة برغم قصر المدة الزمنية تحت الإعتبار ولتلقي بأجوائها السلبية وضلالها الخطير على الحركة والنشاط الإقتصادي والمالي والتجاري.
< وتحت "ضغط ومطالب الشارع" بخصوص هذا الوضع المقلق, شرعت جهات السلطة الرسمية العمل بغير تفاني وبسطحية هشه وبخطى بطيئة متعمدة على امور وعوامل ومواضيع أخرى مختلفة,نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر التالي :
< العملة وسعر الصرف,التضخم المسعور في الأسعار, مشاكل الخدمات,أسعار (وتوفر) المشتقات النفطية,رواتب المتقاعدين من قطاع الجيش والامن المتأخرة(عمدا) ,الوديعة السعودية وآلياتها المتقهررة... وأخرى.
< وبرغم التدخل الحكومي المتقاعس والمتظاهر في حلحلة وتحريك هذه الأمور (اعلاه) نظرا ل"اهميتها" والدور التي تلعبه وتساهم فيه هذه العوامل في الإقتصاد الكلي للبلاد وثاتيراتها وانعكاس ذلك على مستوى ووضع المواطن المعيشي. إلا أنه لم يتم تسجيل أو تحقيق أي نجاح ملموس أو انفراجة مستدامة تذكر بهذا الخصوص .بل ان حالات وأوضاع هذه "العوامل/الأمور " ازدادت سؤا وتدهورت مؤشراتها. فلا "توقف" التدهور تاريخي لسعر صرف الريال ولم يتم"احتواء" "التضخم" ولم يسجل اي تحسن في الخدمات ,.. إلى آخره.
- هذا الوضع المتردي والمتراجع مقرونا بعزوف السلطة المتعمد عن التدخل الصادق والغعال لتصويب وتصحيح المسار ادى إلى ظهور وتأسيس"الإقتصاد الأسود" بكل نشاطاته "الهدامة" وتعاملاته "الغير قانونية" بكافة أنواعها وأشكالها ليصبح "المسيطر وصاحب القرار" الإقتصادي والمالي على الساحة وبدون منازع.
- وفي ظل هذا الوضع القاتم والتسيب والفوضى الاقتصادية والمالية اغلقت وانكمشت وتقلصت الحركة الإقتصادية لقطاعات عديدة من تجارة وصناعة وخدمات (فندقة, تعليمية, طبية/صحية...) واستثمارات مملوكة من قبل القطاع الخاص بكل احجامه (كبير,متوسط,صغير ,متناهي الصغر ) والذي يمثل نحو 90 في المئة من إجمالي حجم الإقتصاد. كما إنه يعتبر "اكبر مساهم للتوظيف والشغل" لليد العاملة ; في الواقع أكبر "صاحب عمل - Employer" حتى من القطاع الحكومي.
< ولكن الجدير ذكره والتأكيد عليه ويعتبر ذو "أهمية قصوى" هو ما نتج عن وسببته هذه الوضعية الغير صحية اقتصاديا في قطاع "التوظيف Employment " بكافة قطاعات الناتج المحلي الإجمالي - GDP ;وما تلى ذلك من تخفيض للرواتب وساعات العمل وتسريح والاستغناء عن عشرات الآلاف ولربما "مئات الآلاف" من العمال والموظفين ليرتفع ويسجل مؤشر "البطالة Unemployment" (تعريفها: عندما يبحث شخص بكل جهد وهمة عن عمل/ وظيفة ولا يجده ) في اليمن أعلى مستوياته على الاطلاق وهو وضع يعتبر في منتهي الخطورة لثاتيراته الإقتصادية عامة والاجتماعية خاصة, جعل البطالة Unemployment في اليمن
"الأعلى" على مستوى العالم العربي الذي هو الاعلى عالميا.
-☆وتعد «البطالة» مؤشراً اقتصادياً مهماً لأنها تشير إلى قدرة أو عدم قدرة العمال على الحصول بسهولة على عمل مربح للمساهمة في الناتج الإجمالي للاقتصاد.
ويمكن أن تشير معدلات البطالة المرتفعة والمستمرة إلى ضائقة خطيرة في الاقتصاد، بل قد تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وسياسية.
- وبناء على ما تقدم, نرفع "الراية الحمراء" عاليا ليراها القاصي والداني ونحذر بأعلى صوت ان "الوضع خطيرا " جدا وللغاية. تاخير البث ودراسة ملف "البطالة" سيكون له تبعات ونتائج لا يحمد عقباها.
-وعليه,وعندما تضع الحرب أوزارها (قريبا بإذن الله ) سوف تكون "البطالة " بوضعها العام و"بطالة الشباب " خاصة , وسبل تخفيضهما من مستواهما القائم إلى مستويات عملية ومقبولة اشرس معركة وأكبر تحدي ستواجه مؤسسات الحكم والقرار في حينه.
- لهذا لابد العمل والاستعداد من الأن وليس غدا وذلك بالتحضير لسيناريوهات ونظريات "حلول ومخارج" ودعوة الجميع ليشارك من حكومة ورجال أعمال واستثمار من الداخل والخارج ومؤسسات وصناديق التمويل العربية والعالمية.
- وعموما, فطالما رددت دول التحالف العربي "وقوفها" مع اليمن لتجاوز محناته وصعوباته الإقتصادية ولكن محلك سر!!!. نقول "الم تتعبوا من كثرة وقوفكم !?".
- ماذا وبدلا عن هذا "الوقوف", دعونا جميعا هذه المرة "نجلس" ونناقش ونتبادل المعلومة والخبرات والتجارب ومدى حجم المساعدة والموارد الممكن توفيرها والتي ستؤسس منطلقا فعالا وحلولا مستدامة ل "معضلة البطالة" في اليمن,خاصة وأن هذه الدول عانت من مشاكل البطالة عامة والشبابيةخاصة. الشباب عمود مستقبل وثروات الدول. أضف إلى هذا أن إحدى دول التحالف العربي تساهم حاليا بخبراتها ومواردها المالية في التخفيف من مشكلة "بطالة الشباب" في إحدى الدول العربية المحورية.

محمد نجيب سعد