آخر تحديث :الأربعاء - 06 نوفمبر 2024 - 12:18 ص

كتابات واقلام


السلام يحتاج إلى قيادات معتدلة تقف على مسافة واحدة من الجميع

الثلاثاء - 10 مايو 2022 - الساعة 09:40 ص

مدين مقباس
بقلم: مدين مقباس - ارشيف الكاتب


زرت المكلا خلال اليومين الماضيين لمعاودة سيادة نائب الرئيس محافظ محافظة حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني واختياره نائب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي نرى أن تشكيله يمكن يؤسس ويشق الطريق للوصول إلى السلام الذي يتطلع لتحقيقه كل مواطن يمني لطي صفحة الحرب وإعادة الاستقرار المفقود والتغلب على آثار الحرب وإعادة دوران عجلة التنمية.

ادهشني الوضع الذي وجدته في المكلا أفضل من بقية بعض المدن والمحافظات الجنوبية وجدت أنها تنعم بالأمن والاستقرار وفي مستوى جيد ، وهو ما يحتاج له كل اليمنيين في مناطقهم، تمنيت أن يكون الجنود والضباط في نقاط التفتيش المنتشرة على الطريق من عدن إلى بداية أول نقطة تفتيش بعد أبين بداية شبوة بنفس التأهيل والسلوك والانضباط العسكري الذي يتمتع به زملاءهم في النقاط من بداية شبوة حتى آخر نقطة تفتيش في المكلا. وجدت أن هناك عمل مقبول وجهود تبذل لتحسين الخدمات والوضع في المكلا رغم القصور في بعض الجوانب ، فالوضع لا يمكن أن يصل في أي محافظة إلى مستوى الافضل ونحن لازلنا نعيش الحرب وآثارها، بل سيبقى أي جهد قاصراً في نظر الموطن مهما عمل المسئول في أي محافظة لأن تطلعاتنا كمواطنين كبيرة والتركة ثقيلة والخراب والدمار مخيف، ليس في المؤسسات والخدمات ولكن أيضا في الثقافة والسلوك والوعي المجتمعي التي أصبحت اخطر سلاح يعيق مهمة العبور إلى السلام، ويعرقل أي جهود تبذل للبناء، وهدم ما يمكن الحفاظ عليه، وتوجيهه لتدمير المجتمع.

وجدت اني أقف امام قائد سياسي عسكري مخضرم صاحب تجربة ثرية وخبرة طويلة يستطيع أن يقدم الكثير لكل المحافظات اليمنية، كما تشعر من حديثه معك أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع وعلى دراية كافية بكل ما يحدث في بقية المحافظات، ولديه نظره عميقة وصادقة في التعامل مع المشكلات وكيفية إيجاد الحلول المناسبة لها.

يمر الوطن اليوم بمرحلة دقيقة وحساسة وخطيرة أشبه بالاختبار، الصعب ، لكننا على أمل أن يعمل الجميع بروح الفريق الواحد لاجتيازه بأمان ونجاح، وأن تكون هذه المرحلة البوابة الإجبارية للعبور إلى السلام الذي بتحقيقه ستتلاشى كل القضايا وسيزول العتب والشعور بالظلم ، أو التهميش، فبناء السلام وإحلاله يحتاج إلى تعاون الجميع وإلى وقت كافي، كما أنها مرحلة أكثر احتياجا للقيادات المعتدلة التي تقف على مسافة واحدة من الجميع وتنظر بعمق لقضايا الوطن والمجتمع ولطبيعة وجذور المشكلات المتراكمة في اليمن، وتتعامل معها بحنكة وشجاعة وصدق ومسؤولية وهذا ما وجدته في نائب الرئيس محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني.

فهنيئا لليمنيين وجود هذا القائد السياسي العسكري المخضرم في مجلس القيادة الرئاسي، وهنيئا لمحافظة حضرموت هذا القائد الشجاع المجرب الذي له بصمات شاهدة في مكافحة التطرف والإرهاب وجهود عظيمة في بناء حضرموت تتطلب الالتفاف حولها ومساندتها، بالاضافة إلى دوره البارز في الحفاظ على أبناءها وتلاحمهم وتماسكهم، وهذا ما نفتقره في بقية المحافظات الجنوبية.