آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 09:46 م

كتابات واقلام


لن يستعيدوا الدولة

الثلاثاء - 16 أغسطس 2022 - الساعة 02:12 م

باسم فضل الشعبي
بقلم: باسم فضل الشعبي - ارشيف الكاتب


يمارسون الضغط على الشعب بتردي الخدمات، وارتفاع الاسعار، وتعقيد الاوضاع المعيشية، ليدفعوه للخروج للشارع للمطالبة بتحسين الاوضاع،والهدف اشغاله ودفعه للتخلي عن اهدافه واحلامه الكبيرة والمتمثلة باستعادة الدولة.

يريدون الناس ان تتخلى عن تضحياتها الكبيرة، واهدافها العظيمة، المطالبة بالحرية، والخلاص،والاستقلال، والانعتاق، وان تتعايش مع الأمر الواقع المفروض بصورة متعمدة و الذي يريده المخرج الخارجي، وتنفذه الادوات المحلية المرتهنة، والمدربة على سرقة احلام الشعوب وتزييف ارادتها.

لايريد الخارج للثورات السلمية او المسلحة ان تنجح، وتحقق اهدافها النبيلة والسامية، لانهم لايريدون شعوب حرة، واوطان متحررة ذات سيادة، وانما يريدون شعوب خانعة مشغولة بحاجاتها الحياتية اليومية، واوطان مسلوبة الارادة، تدار من الخارج عبر قيادات غير وطنية لاتدير وانما تدار .

لن يستعيدوا الدولة، لا اليوم ولا غدا ولا في المستقبل، وما يقال مجرد شعارات تخديرية للشعب، تحاول ان تعطيه أمل ولكنه امل مفقود وزائف، الهدف منه الاستمرار في المتاجرة بصمت الشعوب واحلامها، لجني المكاسب الفئوية والشخصية من خلال السلطة العاجزة،التي يلهثون خلفها،بصورة توكد ان الاهداف المعلنة ما هي الا شعارات لدغدغت المشاعر وممارسة الابتزاز.

يكذبون على الشعب، ويمعنون في معاقبته بكل الوسائل، ثم يتحدثون باسمه، ويعلنون انهم سيحققون اهدافه وسيحافظون على نضالاته وتضحياته، بينما هم مرتهنون للخارج الممول، وينفذون اجندته واهدافه ضد الشعب والبلد.

لاتحتاج المسالة لكثير من الجهد والعناء لكشفها والتحقق منها، فالأمور واضحة وضوح الشمس، لادولة ولاوطن سيعود اذا مانع الخارج أو رفض، وما يقال في الداخل مجرد مسكنات وشعارات، تضخها النخب المتناقضة لتخدير الناس، لتحقيق مصالحها من هنا وهناك.

قولوا انكم تريدون السلطة والمناصب والمال والنفوذ.. فهذا امر واضح وليس فيه لبس، اما انكم تريدون استعادة الدولة، فهذه قضية كبيرة بحاجة لقيادات وزعامات من طينة مختلفة، وبحاجة لقرار وطني متحرر غير مرتهن.

الكذب على الشعوب حرام وجريمة لاتغتفر، ومن يعتقد ان الناس قطيع من الجهلة فهو مخطئ، فقد تستطيع خداع الناس لبعض الوقت ولكنك لن تستطيع خداعهم كل الوقت.

يمارسون الاقصاء والمناطقية داخل مكوناتهم، ومجالسهم، واحزابهم، ثم يعلنون انهم بهذه الادوات المهترئة والمرتهنة، سيستعيدون اوطان ودول، ليس في الأمر قليل من حياء أو خجل.