آخر تحديث :السبت - 27 يوليه 2024 - 01:04 ص

كتابات واقلام


نكون او لا نكون نموت أحرار ليعش أحفادنا أسيادا

الخميس - 18 أغسطس 2022 - الساعة 02:00 ص

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


إني أرى شمس حريتنا قد أشرقت وحان لألسنتها أن تلفح مسامات وأقعنا، وإني اليوم مقتنع أن الرغبة الإستراتيجية الدولية سمحت لبزوغ شمس حريتنا التي وضعت في كبد السماء بأذرع أقليمية، وأن الساسة الشماليين قد أقتنعوا ورضخوا وأمنوا أن سيف حرية الجنوب قد أُشهر من غمده، ليأخذ القصاص من ظلم وجبروت وعنصرية الوحدة .

إني أرى عقولاً جنوبية قد غلبها حقدها نحو المكونات الجنوبية ( التي تحمل قضية الجنوب ) حتى ولو على حساب قضية الجنوب، وإني اليوم لناصحهم بأن حقدكم لن يضر المكونات الجنوبية بل سيضر القضية الجنوبية، التي نرى أن قوى شمالية تُساندنا في قضيتنا أفضل وأشجع من هؤلاء الجنوبيين الحاقدين، وأبسط دليل على ذلك هو مايقوم به رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، الذي يدعم حرية الجنوب من ظلم الوحدة التي كانت من ضمن التغير العالمي الجديد الذي يزيل النظام العالمي القديم .
إني أرى عقولاً سياسية جنوبية قد تهاونت عن الفرصة الذهبية وحان تذكيرهم، وإني اليوم لمذكرهم أن يستغلوا الفرصة الذهبية ( حرية الجنوب )، التي تُعرض على الجنوبيين من قبل المجتمع الدولي والإقليمي الذين يتعاملوا فقط مع مؤسسات دولة ومجتمع موحد ورؤية واحدة، ويتجاهلوا المليشيات والمجتمع ذات الروىء المختلفة، لذلك يجب على الجنوبيين أن يستغلوا الفرصة الذهبية التي سننحرم منها أذا أستمرت المماحكات فيما بيننا وتجاهلنا الوحدة الجنوبية وبناء مؤسسات دولة نفاخر بها .

إني أرى رؤوساً قد تمايلت وحان تصحيح مسارها وإني اليوم لناصحها، بأن طريق الوصول للألف ميل لإرساء قضيتنا إلى بر الأمان يبدأ بخطوة تحوم حولها ألغام أخوية ( غشيمة ) وعدوة ( مصلحية )، لذلك فإن هذه الألغام تحتاج مننا أن نشمخ رؤوسنا ونشمر سواعد حريتنا ونشد أزر وطنيتنا ونسلحها بسلاح الصبر المتكىء على مدى أمكانياتنا، وعدسة ناظور تعشق الفرصة المتاحة ورصاصة تزفلد طريق هدفنا بصمت، وزناد خاطف ينظر بعين بصيرة تتنبأ بالتوقيت المناسب لنزع الألغام الواحد تلو الأخر لتجنب أولاً أن ينفجر بنا وثانياً لأجل ألا نغضب أصحاب المصالح الذين زرعوا الألغام التي قوقعوتنا في صدفة البند السابع الذي نزع روح صلاحيتنا وقراراتنا على أنفسنا .

إني أرى قلوباً قد أغشية أبصارها وحان تفقيهها، وإني اليوم لناقشاً غشاؤها بليزر ( وطنية الجنوب )، لذا علينا كأخوة جنوبيين أن ننظر بعين قضيتنا الجنوبية العادلة الحقوقية المستحقة لأجيالنا، ونلتف حول الطرف الجنوبي المتمثل بالمجلس الإنتقالي، الذي نال مشروعه، في الوقت الراهن، رضاء ودعم أقليمي ودولي ليمثل رأية قضيتنا الجنوبية، ويكمل طريق الألف ميل الذي بدأ بخطوة حركة موج ( المقاومة الوطنية الجنوبية ) وحركة حتم ( تقرير المصير ) وحركة المتقاعدين التي أطلقت شرارة بركان مكونات الحراك الجنوبي ....

إني أرى رجالاً جنوبيين قد أستوعبوا اللعبة وحيلها وحان تكريمهم وإني اليوم لرافع لهم القبعة إحتراماً وإجلالاً، لما قاموا به من عمل وطني جنوبي بأمتياز وكانوا السباقون من بين الجنوبيين الذين عقدوا لقاء الوفاق والسلم لأجل حقن دماء الجنوبيين من حرب شقرة التآمرية ضد وحدة أبناء الجنوب . فالشكر والإحترام والود لصانعين اللبنات الأولى نحو الوحدة الجنوبية لكلاً من القوى الإنتقالية والقوى في شقرة .
خطوة تأتي متأخرة أفضل من أن لا تأتي ...

إني أسمع صراخ أراملاً وأيتام قد مزجت بالدمع وحان تخفيف ألمهم، وإني اليوم لمذكر الجنوبيين بأن دماء الشهداء والجرحى منذ حركة موج إلى يومنا هذا، يجب ألا تذهب سُدى وأن نكرم الشهداء وأبنائهم ونسائهم بوسام وحدة الصف والرؤية وإرساء قضية الجنوب إلى بر الأمان .

إني أرى أباؤنا الجنوبيين قد أنخدعوا في الماضي وحان تنبيههم وإني اليوم لمذكرهم بأن خطائهم لتوقيع الوحدة، لن يُغفر من قبل أبناؤهم إلا إذا أحيوا روح حريتنا من وحدة غرست مخالب ظلمها في أجساد أجيال الجنوب، الذين كانوا ضحية خطأ لم يرتكبوه والذين وشم على أجسادهم بكحل الوحدة وأبرة أباؤهم الجهل والظلم والفقر والهم واليأس الذين سببوا لهم الشيخوخة المبكرة والحالات النفسية والجنون والإنتحار، لذلك على أباؤنا أن يستغلوا الفرصة الذهبية التاريخية نحو حريتنا ويتركوا المماحكات فيما بينهم لأجل تبرئة ذمتهم أمام أجيالهم الحالية والقادمة ....