آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 10:24 م

كتابات واقلام


إن كنتَ لا تستح...

الأحد - 16 أكتوبر 2022 - الساعة 11:53 ص

نادرة عبدالقدوس
بقلم: نادرة عبدالقدوس - ارشيف الكاتب


(مؤسسة توكل كرمان) في اسطنبول بتركيا، أقامت حفلاً هزيلاً بمناسبة عيد ثورة 14 أكتوبر الجنوبية المجيدة، مساء يوم الجمعة، لغرض سيء في نفسها، كرمت في نهايته الفنانة العدنية، ابنة مدينة (الشيخ عثمان) أمل كعدل التي سعت جاهدة للوصول إلى كرمان!! والسبب معروف..

في كلمتها الاستعراضية، الإنشائية التي القتها في مستهل الحفل والذي اقتصر على خطابها الهزيل وثلاث اغنيات لأمل كعدل، تحدثت كرمان، الفارة إلى تركيا، كغيرها من قيادة حزبها الاخونجي الذين نفذوا بجلودهم، بلباس النساء، بعد غزو الحوثيين صنعاء التي فُتحت على مصراعيها، تحدثت عن ثورة 14 أكتوبر الجنوبية وكأنها حدثاً عابراً وليست ثورة قلبت موازين السياسة وغيرت حياة شعب ناضل بقضه وقضيضه من أجل الحرية والاستقلال.

كان جلياً أن حفل مؤسستها التي تقتات من دماء وأرواح أبناء شعبها اليمني، الهدف منه النيل من شعب الجنوب الذي يناضل باستماتة من أجل الخلاص من قيد ما سميت بالوحدة لاستعادة دولته الجنوبية المغدورة.

توكل كرمان أقامت مسرحيتها الفاشلة، مدعية الاحتفاء بثورة قامت، قبل ان تولد هي وبكل خبث، جاءت بأمل كعدل من عدن وبكل سرية وتكتم، إلى اسطنبول، لتصدح بأغنيتين وطنيتين قديمتين واغنية عاطفية قديمة ايضاً. لكن العتب على كعدل التي سمحت لنفسها بأن تقلل من قيمتها أمام من لا قيمة لها والتي بكل خبث، سعت إلى استجلابها لترمي لها بجائزة قيمتها عشرين ألف دولار، كما اعلنت وكأنها تمنّ على فنانة لها مكانتها الرفيعة في مجتمعها العدني والجنوبي، عموماً. كارثة بكل المقاييس أن يفتقر الفنان أو الأديب أو الصحفي، لأدنى مستوى من الوعي السياسي والثقافي؛ فيصبح أداةً طيعة لمن يدفع أكثر.
في كلمتها الإنشائية والتي حاولت من خلالها، الظهور وكأنها خطيبة مفوهة، لم تذكر الاسباب الحقيقية لوصول اليمن إلى هذا الوضع المزري ولم تذكر غزو الحوثيين لصنعاء، لا من قريب ولا من بعيد وكل ما ألمحت إليه كانت عبارات تشي بحقد دفين على الجنوبيين الذين حملوا السلاح لدحر مليشيات الحوثي التي أتت من كهوف مران في صعدة، لتغزو ارضهم وما زالوا يناضلون من اجل الحرية واستعادة دولتهم المفقودة التي تم نهب ثرواتها وتدمير مقدراتها وتهميش شعبها طوال ثلاثة عقود من الزمن.
توكل في كلمتها التي وجدت ذكرى ثورة 14 أكتوبر، فرصة لتنال من دول التحالف العربي الذي وقف إلى جانب شعب الجنوب في تحرير أرضه من الحوثيين، وصفت هذا الدعم بالاحتلال، شيء مضحك، فعلاً، أما تواجد عساكر العجوز علي محسن الاحمر في سيئون بحضرموت وفي المهرة وشبوة وابين وتواجد الحوثيين، الغزاة، في مكيراس، ليس احتلالاً، في نظر هذه الخائبة، إذن ماذا نسميه؟! وفي كل الأحوال انا لا أدري ما خص مؤسسة كرمان، التركية، بثورة 14 أكتوبر الجنوبية؟! ما خصك يا توكل بثورة لا تفقهي شيئاً عنها ولم تقرأي ما سُجل في سِفر التاريخ النضالي لشعب الجنوب؟ لم تتعرض في كلمتها بنت كرمان، التركية، إلى سبب تواجدها هي وعائلتها وكل قيادة حزبها الاخونجي وغيرهم من اليمنيين، في تركيا وغيرها من البلدان، منذ ثماني سنوات!! اليس الأولى أن تتحدث عن شعبها وما يعانيه ابناؤه في صنعاء وتعز والحديدة وغيرها من المحافظات؟! أليس الأجدر لها أن تلتفت إلى ما تتعرض له نساء وفتيات بلادها من اغتصابات واختطافات واعتقالات وتعذيب جسدي ونفسي مهين؟!

صحيح ما قاله الحكماء: "إن كنت لا تستحي؛ فافعل ما تشاء".