آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 03:13 م

كتابات واقلام


إنها وقفة على فقرة في خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي.

الثلاثاء - 18 أكتوبر 2022 - الساعة 07:20 م

د.صبري عفيف العلوي
بقلم: د.صبري عفيف العلوي - ارشيف الكاتب


في ليلة الثالث عشر من أكتوبر المجيدة ألقى الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي خطابا سياسيا موجها لجماهير الشعب الجنوبي في الداخل والخارج..
أبرز ما لفت انتباهي هو قوله:


(( إن مما يؤسف له أن هذه الثورة وما أسست له من دولة تشبّع قادتها بالقيم الوطنية، والثقافة القومية العروبية، كانت عرضة للمؤامرات والاختراق، ولذلك غُدر بها، باسم الوحدة، وتعرضت لانتكاسة حقيقية تسببت في الإضرار بمنجزاتها، وتعرض شعبنا لأسوأ صنوف القهر والقمع والتهميش، التي جعلت الحاجة مُلحة لاستعادة واستلهام قيم وروح ثورة أكتوبر التحررية لاستعادة الحرية المنهوبة، والحقوق المصادرة)).

كلمة "مؤامرة" أدهشتني، لكوني قارئ لخطاب الرئيس الزبيدي الذي لم أجد لتلك المفردة في قاموس خطابه السياسي وجودا .

من هنا حاولت ارجع لتك الحقبة الزمنية، لأفتش وأبحث عن جذور تلك المؤامرة، لكي يطمئن قلبي أولا، ولمعرفة ما يرنو إليه القائد من تلك المفردة ثانيا، وبعد التدقيق والقراءة وجدت أن عاصمة دولة الجنوب الفتية" عدن" بعد سنة وتسعة أشهر من التحرير ، أطلق عليها خبثا ( كوبا العرب)، ففتحت أبوابها، وقيدت ثوارها، وتواكبت معظم حركات التحرر العربية والإفريقية بكل أطيافها، الفكرية والسياسية، والثقافية، وصارت عدن لا تميز بين حركة تحرير وحركة تمرد ومعارضة لنظام ما، كما هو مع أبناء العربية اليمنية، ودولة عمان، والعراق وسوريا ولبنان، وتوافدت التنظيمات الفلسطينية وبكل فصائلها ( فتح ، والشعبية، والديمقراطية ،...الخ، وجبهة تحرير عمان والخليج العربي ، ومعارضي الحزب الشيوعي العراقي بشقيه السياسي والمحارب، ومعارضي الحزب الشيوعي السوري بشقيه واللبناني من جناح بكداش ومنظمة العمل الشيوعي اللبناني، والجبهة الارتيرية بجناحيها " سبي" و" افروقي"..والكثير، الكثير من الحركات التحررية ومعارضي الأنظمة العربية والإفريقية، حينها لم يغرس في أذهان مناضلينا المتلقين والمقهورين والمغدور بهم إلا مشاعر قومية عربية مزيفة، لم يكن لها صدأ إلا قاعدة الفعل وردة الفعل.

في تلك الفترة كانت مؤامرة " الغدر والخيانة" الممنهجة ضد ثورتنا وقيادتنا وهويتنا العربية، لما كانت الأجهزة الأمنية الجنوبية في غفلة عن حماية الثورة والحفاظ على أهدافها، والأسواء من ذلك إن الأجهزة الاستخباراتية اليمنية(الرفاق) في قلب ذلك الحدث وفي مقدمة صناعة الفوضى داخل بنية النظام السياسي الجنوبي الوليد، ومن هنا تم استلاب النصر العظيم الذي حققه شعب الجنوب ضد الاحتلال البريطاني، وتسيدت تلك التنظيمات هي وخلافاتها وسياساتها التدميرية وزرعتها عنوة فوق كاهل هذا الشعب المجاهد العظيم، الذي فتح لهم صدره وأرضه، فكانت تلك النكسة لا تقل خطرا عن نكسة 22مايو 90م.

فبعد أن حصلوا على مبتغاهم وصار الجنوب العربي يمنينا تحت أيديهم، تبخرت كل تلك الشعارات القومية وضاعت الآمال المزيفة، وتجسدت الآلام العميقة في جسد الجنوب العربي الجريح، الذي ما زال يئن تحت وطأتها حتى اللحظة.

حفظ الله قائد ثورتنا، الذي ينير لنا طريق الحرية، فسر على بركة الله وأن غدا لناظره لقريب ..

العاصمة السياسية عدن

17 اكتوبر 2022