آخر تحديث :الأحد - 05 مايو 2024 - 12:19 ص

كتابات واقلام


قرداحي .. وبن مبارك

الإثنين - 03 أبريل 2023 - الساعة 03:49 م

م. أنور العامري
بقلم: م. أنور العامري - ارشيف الكاتب


وانا اتابع مايحدث اليوم من ازمة دبلوماسية مع جمهورية مصر العربية الشقيقة، بسبب وزير الخارجية وما ترتب عليها من قرارات مشدده على دخول اليمنيين للاراضي المصرية وصلت الى رفض دخول اعداد كبيرة من المواطنين اليمنيين واعادتهم على نفس الطائرة الى اليمن، كما تم رفض تجديد الاقامات الا بسبب مقنع يستدعي تمديد فترة الاقامة.

كل ذلك جعلني اتذكر الوجه الإعلامي المعروف ووزير الإعلام اللبناني (السابق) جورج قرداحي عندما ظهر في احد البرامج التلفزيونية وهو يجيب على بعض الاسئلة كضيف في برنامج "برلمان الشباب" ليجد نفسه في قلب أزمة دبلوماسية وسياسية بسبب اجابة له بشأن الحوثيين وحرب اليمن ..

وبرغم الجدل الذي اثير حول القضية إلا أن الوزير قرداحي خرج في مؤتمر صحفي ليقول بإنه قرر "وضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الشخصية"، وقدم إستقالته من الحكومة.

وبإستقالته يكون قرداحي قد جنب الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية حرجا كبيرا عاشت فيه لبنان بسبب تصريح قرداحي، وذلك بالرغم ان المواطن اللبناني لم يتأثر من هذا التصريح مباشرة ولم تتخذ الشرعية اليمنية او السعودية ودول الخليج اي اجراءات صارمة تؤثر على المواطن اللبناني.

وللعودة للوضع في اليمن، بموقف غريب يزور وزير الخارجية وشئون المغتربين اليمني احمد عوض بن مبارك جمهورية اثيوبيا الشقيقة، وهي زيارة مفاجأة ولا نعلم مدى اهميتها ومردوداتها، ولم يمتدحها سوى بعض الناشطين كمنشورات تحاولت التبرير للوزير واعطاء اهمية للزيارة كونها عملت على عقد عدد من الاتفاقيات، لا نعلم ماهيتها..!

تحولت زيارة بن مبارك الى اثيوبيا وحديثه عن دعمه لسد النهضة الى ازمة سياسية ، ذاك السد الذي تسبب بأشكالية كبيرة ولا زالت قائمة، في افريقيا بين جمهورية مصر العربية وبين جمهورية اثيوبيا وكذلك جمهورية السودان، فبناء السد من جانب اثيوبيا بدون موافقة بقية الدول اعتبرته مصر مساس بحقوقها المائية وهو ما لن تسمح به ابداً ..

وزيارة وزير الخارجية اليمني بن مبارك لاثيوبيا، وتصريحة بدعم سد النهضة اثارت حفيظة الاشقاء المصريين، خصوصا بعد توتر العلاقات الدبلوماسية منذ فترة بسبب بعثة اليمن الدبلوماسية، والتي ابدت مصر استيائها في كثير من الاحيان حول تعاطي السفارة اليمنية مع احترام القوانيين المصرية، وللاسف دون اتخاذ اجراءات حيال ذلك.

وهو ما تسبب بانفجار الوضع وخروج الحكومة المصرية من صمتها وبدات باتخاذ قرارات تعقيدية لدخول اليمنيين للاراضي المصرية
إذن المشكلة ليست وليدة اللحظة، ولو إنها سبب رئيسي في هذه الأزمة.

كما ان هناك استياء مصري من اداء البعثة اليمنية، فهناك الكثير من القضايا بمخالفة للقوانين المصرية ارتكبها مواطنين يمنيين وكثير منها جسيمة، وتخل بالامن المصري.

سفير متقاعس، قنصل كل همه جمع الاموال، ابتعد عن العمل القنصلي وتحول الى نقطة تابعة لمصلحة الهجرة والجوازات لاصدار جوازات مقابل مبالغ بالدولار، وهناك سمسرة في ذلك
اضافة لما يتم جمعه من المواطنين، حتى الاموات لم يسلموا منهم فالقنصل مثلاً يجب ان يكون له علاقات امنية واجتماعية ودبلوماسية، ويفضل ان يكون رجل امني.

كل هذا يستدعي تدخل حكومي ورئاسي سريع لحل هذه الازمة من جذورها ونقترح ان يتم عمل زيارة رسمية الى مصر من قبل رئيس الوزراء ، ووزير الداخلية ، وجهازي الامن القومي والسياسي ، ووكيل وزارة الخارجية للجلوس مع المصريين وحل اي اشكاليات في العلاقات بين البلدين وتحسين اوضاع اليمنيين.

ثم تلحق بها زيارة من الرئيس واعضاء مجلس الرئاسة لرأب الصدع وعمل تغييرات لليعثة الدبلوماسية (سفير وقنصل ومسئول مالي) والتسريع بتشكيل هيئة ادارية متكاملة وقوية للجالية اليمنية، تتمتع بالنزاهة والشرف والاخلاص.

مدير عام شركة النفط اليمنية
فرع الحديدة