آخر تحديث :السبت - 20 ديسمبر 2025 - 08:49 م

كتابات واقلام


عيد .. بالعافية

الأربعاء - 19 أبريل 2023 - الساعة 10:53 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


ـ كم أود أن أقول لكم عيد سعيد.. لكنني أخاف أكون بذلك من الكاذبين.

ـ وكم أود أن أهاتف أشقائي وشقيقاتي وأهنئهم بقدوم عيد الفطر المبارك.. لكنني لم أستطيع يغشاني التردد والإحجام عن هكذا فعل، وأنا من كنت أشد الرحال إليهم مع بدء العشر الأواخر من رمضان أنام بين أحضانهم وأستبق وألعب مع أطفالهم.. نتحدث وجه لوجه تلامس أجسادنا بعضها وتكتحل عيوننا بالنظر إلى الأخر، نضحك ونسهر حتى غياب نجمة الصباح..
ـ أغلق تلفوني طول الوقت وإذا فتحته لأمر هام فإني أظل خائفآ حذرآ من أن أتلقى مهاتفة من أخ أو أخت أو قريب ممن باعدت بيننا الأسفار على هذه الأرض.
أتمنى أحيانآ أن يطول رمضان وأن لا ينتهي إلا بعد أن تنطفئ عيوني، وأحيانآ أخرى أتمنى أن لا يكون هناك عيدا قادما يكون ملزمآ فيه صلة الأرحام والتزاور بين الأهل والجيران.
ـ نعم هذا ما أتمناه أن أعيش وحيدآ بلا التزامات وبلا مشاعر وبلا أشواق، لأن هذه هي المفردات التي تليق بحياتي وواقعي.. أسير على درب الهروب والتنكر لصفاتي كإنسان ولطبائعي كبشر سوي.
ـ نعم حاولت رغم كل ذلك أن أتحسس مشاعر العيد والفرحة في سلامي على من يعيشون معي في الحي والشارع والعمل لكنني لم أستطع الخروج من كثافة الضغوطات المعيشية والنفسية التي أحشرت فيها.

ـ عفوآ لأنني هنا تحدثت عن نفسي دون غير مع أن حالي هو حال الغالبية العظمى من أبناء هذا الوطن.
ورغم كل شيء وأيآ كانت الصفة التي تنطبق علي، أقول للجميع.
عيد فطر سعيدا.