آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:27 ص

كتابات واقلام


هل اسقطت قمة جدة مصطلح الوحدة اليمنية

الأحد - 21 مايو 2023 - الساعة 01:27 ص

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


لاول مرة منذ ظهور الازمة اليمنية يسقط مصطلح وحدة اليمن من سياق فقرات بيان للقمة العربية .

قمة جدة تجاهلت المصطلح ذلك وهو الذي تتناوله القمم العربية السابقة بكل صراحة ووضوح ويذكر بيان القمم العربية السابقة فيما يتعلق بالشأن اليمني التأكيد على حرص العرب وتمسكهم بامن واستقرار ووحدة اليمن واستخدمت قمة جدة لفظ الجمهورية اليمنية اكثر من مرة وهو مصطلح كان قد سقط في مخرجات الحوار اليمني الذي اكد على التوجه نحو بناء اليمن الاتحادي من الاقاليم الستة ووقف الحوار الوطني اليمني عاجزا امام قضية شكل الدولة وهي القضية التي بسببها اجتاح الحوثي صنعاء واسقط الدولة وفرض سيادته عليها بالقوة واعلن مايسمى بالاعلان الدستوري وتشكيل المجلس السياسي الاعلى للجماعة برئاسة الصماد واجتاح المحافظات اليمنية كلها لينتهي مشروعه بضم الجنوب اليه بخيبة امل وانكسار عسكري لم تشهده الجماعة في كل حروبها التي خاضتها .

ان تجاهل قمة جدة لذكر مصطلح وحدة اليمن كما في سابق بيانات القمم العربية تعبير مغاير لسياسة العرب وتغيير في موقفهم من مطلح وحدة اليمن و هذا يعني ايحاء عربي للجنوبيين بعرض خيارهم فك ارتباط الجنوب واي خيارات اخرى يتفقون عليها برؤية جنوبية موحدة ليس فيها نزاع وقد ترك العرب في قمة جدة بابا مفتوحا امام الجنوبيين عليهم استغلاله الاستغلال الامثل والاصطفاف خلف مشروع جنوبي موحد بعد سقوط مسمى الجمهورية اليمنية وفشل مشروع اليمن الاتحادي بالاقاليم الستة واجتياح الحوثي واسقاطه للدولة اليمنية وخروج الرئيس هادي هاربا من صنعاء العاصمة متجها الى عدن عاصمة الجنوب كرمزية للبديل لديه ولدى الجنوبيين حال سقوط الجمهورية اليمنية وهذا ماتم حيث غادر الرئيس هادي بعد ذلك الى الرياض ومن هناك طالب بالتدخل العربي لاستعادة الدولة الشرعية ويقصد بالشرعية مسمى الدولة وبعد حرب واسعة الطيف خاضها الاشقاء الى جانب الشعب اليمني بشماله وجنوبه وشرقه وغربه رفض اليمنيون اداء الواجب الوطني رغم دعم الاشقاء لهم عسكريا وماديا وامتنعوا عن محاربة الحوثي واعترضوا على مسمى الانقلابيين الحوثيين واستنزفوا جهود الاشقاء عبثا لسنوات في الوقت الذي اصطف الجنوبيون في خندق واحد الى جانب الاشقاء العرب وخاضوا حرب التحرير واستعادة الدولة بجدارة وكفاءة عالية وصدق وحرروا ارضهم ليستعيدوا الجنوب كدولة وحق طالما وقد طالبوا بتمكينهم منه واعلنوا عن استعدادهم لمساعدة اشقاءهم اليمنيين والمشاركة معهم في حرب استعادة الدولة اليمنية الواحدة الا انهم رفضوا ذلك وسلموا مواقعهم للحوثي واصبحوا يهددون امن وسلامة الجنوب والمنطقة ماتطلب اصطفافا جنوبيا واسنادا عربيا واقليميا ودوليا لحماية امن المنطقة التي يهددها الحوثي في ظل تخادم يمني صريح معه.

من المتوقع ووفقا لبيان قمة جدة ان تتحضر المنطقة والاقليم للتعامل مع الجنوب كدولة مستقلة كاملة السيادة على حدود العام ١٩٩٠م كاضطرار للحفاظ على امن واستقرار المنطقة بعد ان اسلمت اليمن للحوثيين وخضعت لهم وقبلت بغياب الدولة اليمنية وسقوطها
يتوقع ان يتعامل العالم حفاظا على امن واستقرار المنطقة وطرق الملاحة الدولية بدعم استعادة الجنوب لدولتهم والاعتراف بها ودعمها وحمايتها لما وجدوه فيها وفي قيادتها الحكيمة من صدق ونموذجا يبعث بالطمأنينة والارتياح العالمي من حسن الاداء السياسي والجاهزية التامة لقيام دولة في الجنوب مدنية حضارية يسودها النظام والقانون وتضمن المصالح المشتركة للجوار والمجتمعين الاقليمي والدولي.

مؤشرات تقوم على ذلك الطرح بدت من خلال تجاهل قمة جدة في بيانها الختامي فيما ذكر بشأن الازمة اليمنية وعدم تناول مصطلح وحدة اليمن المعتاد ذكره في كل القمم العربية السابقة


✒️ جمال مسعود