آخر تحديث :الخميس - 02 مايو 2024 - 10:23 ص

كتابات واقلام


لمصلحة من قيام عاصمة شيعية رابعة في صنعاء

الأحد - 30 يوليه 2023 - الساعة 08:51 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


حقائق ووقائع لايمكن أن تُطمس او تُكذب لأنها نُقشت في وجدان التاريخ بدماء شهداء الجنوب . هذه الحقائق المتشربة بالوفاء والصدق والإخلاص المرتكزة على الوحدانية لأبناء الجنوب دون سواهم في الحرب ضد المليشيات الحوثية ومذهبهم الشيعي الوارد من إيران .
هذه الحقائق التي أتكأ عليها التحالف العربي ، في الوقت الذي خذل المجتمع الدولي بل تآمر على التحالف العربي وفي مقدمتهم دول الخليج ، وذلك حين طلبت مندوبة الإتحاد الأوربي والسفير الأمريكي من الوزير السابق، الفريق الركن/ محمد ناصر ( الوزير الذي حير الجميع ) بأن يهبط بسرب من الطيران ويسمح للحوثيين بالدخول إلى صنعاء برداً وسلاماً، بذريعة أنهم لا يريدون سماع طلقة رصاصة واحدة في صنعاء ، ومن ثم السماح له بالتمدد إلى المحافظات الأخرى وصولاً إلى عدن، كان أبناء الجنوب القشة التي أعتمد عليها التحالف العربي حتى لا يغرق جنوب الوطن العربي في بحر المذهب الشيعي الذي قد أُغرق شماله ( لبنان وسوريا ) وشرقه ( العراق ) .
ولكن للأسف، التحالف العربي الذي كان بالأمس يشمر سيفه ليقطع اوردة المذهب الشيعي من التمدد، نجده اليوم يشمر عقالاته إحتراماً وإجلالاً للحوثي وإيران، معتقداً أن الشيعي لن يخذل أي إتفاقيات او مواثيق قد أُبرمت معه، ومتناسي تاريخ إيران الطامح إلى إعادة الدولة الفارسية التي ترى الجزيرة العربية قلبها النابض .
فبدلاً من إن يُجازي الجنوب _ على نضاله لأجل العروبة ومذهب السنة _ بأوسمة الإستقرار في أرضه التي تُحاك، في الوقت الراهن، حولها ثوب مؤامرات التشظي ( وذلك عبر فصل حضرموت )، نجد أن الإستقرار قد أهدأه التحالف للمليشيات الحوثية .
وبدلاً من أن تُفعم روح أرض الجنوب بحركة المطارات والموانىء وإعادة الإعمار، نجد أن هذه الروح قد نزعها التحالف ليبثها في الأرض التي تخدم مصالح الحوثي .
فبدلاً من أن تروي أرض الجنوب بطيب الخدمات المعيشية وإستقرار العملة، نجد أن هذه الإمتيازات قد سقى بها التحالف عطش الحوثي .
وبدلاً من أن تمارس سياسة فرق تسد والمناطقية بين المليشيات الحوثية للتفرقة والشتات، نجد أن هذه السياسة تُمارس على أبناء الجنوب عبر خلق كيانات قبلية وعدنية وغيرها .
وبدلاً من أن يستخدم التحالف الشرعية الشمالية في حكومة المناصفة، التي لم تتلطخ أناملها الناعمة بدماء الحوثيين، في زلزلة إستقرار الخدمات المعيشية والعملة والسياسة والأرض والبنية التحتية والوجود واللحمة للمليشيات الحوثية، نجد أن المسؤوليين الشماليين يجتهدوا في زلزلة الجنوب بجميع مقاسات قوى رختر .

أستيقظي يادول الخليج من خدعة الوعد الحوثي لكم، بأنه سيقطع علاقاته بإيران التي لو لاها ما كان الحوثي السيد والأمر والناهي في حواراتكم معه في سلطنة عمان وغيرها، فالحوثي أكتسب مناعة الأيدلوجية السياسية الإيرانية التي معمده بالوفاء والإخلاص، كما هو الحال في حزب الله والحشد الشعبي .
فلا تكونوا يادول الخليج اليد التي تكمل قمر الشيعة الإيرانية بدراً في الوطن العربي، وذلك عبر تسليمهم جنوب الوطن العربي الذي به سيكتمل الهلال الفارسي لعودة الإمبراطورية الفارسية، التي في الوقت الحالي تفوقكم في مجال تصنيع وإمتلاك السلاح ومجال الطاقة النووية وقرصنة شبكة الأنترنت ( السيبرانية ) و أمتلاك القرار في عواصمها العربية ( بيروت ودمشق وبغداد ) .

فهل هذا هو الهدف من عاصفة الحزم، أن تخرج بنتيجة سلبية عبر قيام دولة شمالية قوية وعاصمة إيرانية رابعة في الوطن العربي؟! كما بشر بها ( قبل سنوات ) الرئيس الإيراني علي رفسنجاني، وما هي مصلحتها التي تسعى اليوم من أجلها جهاراً نهاراً لتقسيم الجنوب إلى مكونات وكنتونات إدارية ضعيفة ؟! وما مصلحتها لتسليم الجنوب إلى جار سني ضعيف أمام دولة شيعية وعاصمة رابعة قوية في خاصرة المملكة والخليج؟!
والتساؤل الأهم يتعلق بمستقبل هذه الدول وكيفية حماية أمنها، وهل سيكون التحالف مع إسرائيل حلقة الأمن والأمان؟! وهل تعتقدوا أن الحماية الأمريكية ستستمر إلى مالانهاية في عالم متعدد الأقطاب الذي قد بدأت تتخلق مكوناته على الأرض ....
أي نعم أنكم نجحتوا بالأمس في تدمير كل عوامل القوة والنهوض ولكن كنتوا تجهلون أن هذا العمل هو أضعاف لكم، ومع ذلك فإن تعاملكم مع الجنوب يكشف أنكم لم تستفيدوا بعد من أخطائكم السابقة في العراق وسوريا وليبيا وووو .....