آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 05:00 ص

كتابات واقلام


بصيص امل مفقود!

السبت - 09 سبتمبر 2023 - الساعة 07:49 م

عادل حمران
بقلم: عادل حمران - ارشيف الكاتب


لم يبقى لنا من بصيص امل سوى مصر، وحدها من احتضنت الجميع دون استثناء، وحدها من قبلت اليمنيين حين ضاقت بهم اليمن، وحدها من رممت جراحهم حين مزقتها قذائف الموت، وحدها من عالجتهم حين عجزت مشافي واطباء اليمن عن علاج آلاف المرضى.
مواقف محزنة نجدها هنا كل يوم ندرك ان كل يمني زار مصر خلفه قصة ووجع لا يعلم تفاصيلها سوى الله، وكلما وجدت صديق او رفيق في مصر وسالته عن احواله اعود بمزاج سيء من حال الناس وظروفهم وقسوة ايامهم.
أخيرًا قررت ان لا اغوص في اعماق اي شخص وكل من اقابله احتضنه وانثر قبلاتي على جبينه وراسه واتطمن عن عافيته بكلماتنا المعروفة صحيح افرح بمقابلة الناس هنا وأراهم وطن اتدثر بهم بسبب قسوة البعد ومعهم تمر الكثير من الساعات الثقيلة لكن لم نعد بحاجة للبحث عن مشاكلهم واسباب قدومهم.
وامس فرحت بوصل الرفيق عبدالمجيد الضبجي لكن دون ان اساله اسباب زيارته التي لا اريد ان اعرفها خوفا من قصة وجع جديدة تجتاح قلبي فانت ادرك جيدا بان الخروج من اليمن ليس سهلًا وان كل من يغادر الوطن لا يغادره الا بسبب احمال ثقيلة ربما مرض او وجع او تقفلت الحياه وضاق عليه الوطن بكل رحابته.
كلي ثقة بان القادة واللصوص وحدهم من يعيشون بثراء فاحش هنا ويسعون جاهدين الى نهب اموال البسطاء والبحث عن شقق في هذه الارض الطيبة تقيهم واسرهم جحيم الوطن اما شعبنا المطحون فزيارتهم بحثا عن عافية او اعضاء صناعية او الكثير ياتون للعلاج من امراض خبيثة اكلت اجسادهم في اليمن وقلة من يزورون ام الدنيا لغرض السياحة او التمشية فحال الناس لم يعد يشجع لاي استفسار وقرارات مصر الاخيرة اغلقت بصيص الامل الذي كان امامنا جميعا.

#عادل_حمران