آخر تحديث :الإثنين - 06 مايو 2024 - 09:28 م

كتابات واقلام


قراصنة بلسان أممي

الأحد - 10 سبتمبر 2023 - الساعة 12:23 ص

د.صبري عفيف العلوي
بقلم: د.صبري عفيف العلوي - ارشيف الكاتب


أمرا لا يطاق ولا تستوعبه نظريات الفقه السياسي، أن تكون هناك قرصنة رسمية ومتحدثة بلسان أممي، وتصريحات دولية بأنها كيان مجهول.

فيما مضى.. نعم كنا على يقين مطلق بأن هناك تحالفات وتفاهمات بين القوى اليمنية المتصارعة في صنعاء كافة، منذ بداية الصراع حتى اللحظة .
وكان لدينا من المعلومات الكافية للاختراقات الحوثية للمؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية للتحالف العربي لاسيما المملكة العربية السعودية، لكن الشيء الذي لم نكن نعلمه هو الاختراق الكبير للمنظومة الأمنية العالمية المكلفة بحماية المياه الاقليمية في البحر الاحمر وخليج عدن، فقد كشف تصريح البحرية البريطانية المتمركزة في المياه الاقليمية عن وجود ( كيان مجهول) يدعي أنه مكلف بالحماية يعمل على القرصنة البحرية ويمنع السفن من الابحار نحو ميناء عدن، ويجبرها بالقوة التوجه لميناء الحديدة التي يسيطر عليها المليشيا الحوثية.

إن هذا التطور الخطير يبين مدى التآمر والتخادم والاختراق المنظم في أهم منطقة حساسة وهي الممرات الدولية في البحر الاحمر وخليج عدن ، تلك القرصنة الرسمية والتي لم تكشف منذ بداية الهدنة وفتح ميناء الحديدة وتسليمه للحوثيين وفق اتفاقيات وهدن غرضها إحياء الحوثي ودعمه رسميا وفي المقابل جعل عدن وشعب الجنوب في حصار مطبق من البر والبحر والجو، وهذا الأمر لم يسبق له مثيل حتى في قطاع غزة والضفة الغربية في فلسطين المحتلة لم تشهد مثل هذه الأعمال البربرية منذ ستين عاما من احتلالها.

دولة مثل بريطانيا التي تمتلك منظومة استخبارية متقدمة تصرح بهذا وتقول: كيان مجهول. ولم تكشف جهته هل هو محلي ام، اقليمي أم دولي وهذا مدعاة للقلق والخطورة التي سينتجه مثل كهذا تصريح..

اي مجهولية في منطقة حساسة تتواجد فيه معظم دول العلم وتمتلك من الأجهزة والتقنية والمعلومات ما تكشف كل شيء صغر أم كبر، أيعقل أن قوة الحوثيين الاستخباراتية واللوجستية وصلت لهذا المستوى من الامكانات، والتعطيل للمنظومة الامنية الدولية في البحار ؟ أم أن هناك ضوء أخضر من دول التحالف العربي لفرض الحصار على عدن وشعبها اللذان انتصرا لإرادتهما وقضيتهما ودافعا بشرف عن مشروعية التحالف العربي الذي مرغت وجهه تحالفات صنعاء وإيران وعمان وقطر وتركيا.
وصار ذلك التحالف مضربا للهزيمة وانهيار واضحا لمشروع الخلافة وولاية الفقيه في جنوب شبه الجزيرة العربية.

أيعقل يكون هذا الجزاء ممن كنا نظنهم عربا أقحاحا وحلفاء صادقين، لكن الحقائق تتجلى يوما بعد يوم، لينكشف القناع عن أحفاد بني سلول المتجذرة سلالتهم من مدن يثرب وصنعاء واصفهان.

رسالة للمجلس الانتقالي الجنوبي، ليضع مثل هكذا حدثا في أولويات العمل الدبلوماسي ويدعو لتشكيل لجنة دولية في أقرب فرصة لكشف الحقائق ومحاسبة كل من ساهم في القرصنة البحرية التي تسببت في جرائم حرب في عدن والجنوب.


العاصمة السياسية عدن

9سبتمبر 2023