آخر تحديث :السبت - 27 يوليه 2024 - 01:04 ص

كتابات واقلام


كيف تصبح مليونيرًا؟

الأحد - 17 سبتمبر 2023 - الساعة 09:56 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


إذا أردت أن تصبح رجلاً مليونيرًا، ثم ترتقي صاروخيًا إلى رجل مليارديري، فما عليك؛ إلا أن تبرم عقد بينك وبين صاحب عمارة أو فلة داخل اي حي وعلى أي شارع أو (زغطوط)، لإقامة مستشفى أو مستوصف، وسوف تجد نفسك تطير طيران إلى عالم الملايين بسلخ الآدميين.

فأنت هنا لا تحتاج لأن تستورد أجهزة تشخيص متكاملة حديثة، ولا تحتاج لأن تلتزم بمواصفات التي تقوم عليها المستشفيات في بلدان الدنيا، التي تلزمك بتوفير مساحات من الأرض، والقيام بزرعها بمختلف الزهور والورود، ولن تجد من يلزمك بتقديم خدمات راقية للمرضى، أو أن تبتعد عن المغالاة، لا.. بل لن يقوم أحد بالتفتيش عليك والتحقق من كفاءة الأطباء ومقدراتهم وخبراتهم، حتى ولو كان نصف العمليات التي تجريها للمرضى المودفين، الذين وقعوا - بلا حول ولا قوة - بين يديك عمليات فاشلة ونتيجة لأخطاء طبية واضحة، فلا تخف ولا تحزن أو تهتم فأنت في مأمن دائمـًا، وزيادة في الطمأنينة ما عليك إلا أن تطالب بمقابل خدماتك (الفاشوش) من الإبرة حتى حق أجرة ثلاجة الموتى بالتمام والكمال.

وإياك أن يكون لديك ضمير يؤنبك، إذا أحضروا إليك في أية ساعة من ساعات الليل والنهار مصابين بحادث مروري أو حريق أو انفجار أنبوبة غاز كان ضحيتها أطفال ونساء، فتنتابك الرحمة وتقدم على علاجهم قبل مطالبتك بوضع رهن بيت أو سيارة أو مال (ديبازي) من أهل المصابين أو من المسعفين لأنك هنا ستصبح إنسانـًا سويـًا، وهذا ما لا يتطابق وعرف وقانون الاستثمار والاتجار على حساب صحة وسلامة الإنسان.

إنها دعوة لمن ما زال يبحث عن مهنة تربحه، وتنمي ثروته أن يبادر من ساعته بإتباع الخطوات المذكورة أعلاه، ويتوكل على الشيطان، وسوف يجد كل الأبواب له مفتوحة في وزارة الصحة أو مكاتب الاستثمار إن وجدت.