آخر تحديث :الإثنين - 06 مايو 2024 - 10:49 م

كتابات واقلام


سياسة البيع بالآجل والمصير المجهول!

الثلاثاء - 07 نوفمبر 2023 - الساعة 08:28 م

د.صبري عفيف العلوي
بقلم: د.صبري عفيف العلوي - ارشيف الكاتب


إنّ إدارة مسارات قضية شعب الجنوب - في ظلّ الفوضى العالمية - تحتاج إلى جهود كبيرة ومتابعة مستمرة وبناء علاقات سياسية عديدة ومتسارعة، تتسم بالتبادل المباشر فلا وقت لديك للانتظار؛ لكون الآخر مستعد للتقديم أكثر، وصارت سياسية البيع بالآجل لا قيمة لها، وما تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي لبضع سنوات مضت خير دليلا على ذلك،( شراكة مع التحالف ومن ثم شراكة مع الشرعية اليمنية) كانت كلها شركات مؤجلة شروطها؛ مما جعله يقف في منتصف الطريق يندب حظه التعيس.

الجميع يدرك أنّ العلاقات اليوم، فيما بين الأحزاب والتحالفات والدول، سواء أكانت عربية أم إقليمية أم دولي، قائمة على مصلحة المرادفة للقوة، مما يتوجب على صانع القرار في المجلس الانتقالي الجنوبي، إتباع مرحلة جديدة على اعتبار أنّ العالم هو عالم فوضى "فلا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة" وإنما هناك مصلحة دائمة التي من خلالها يمكن أن تنفذ أهداف وفق ما تتطلبه المرحلة الراهنة.

على المجلس الانتقالي اليوم أن يكسر الجمود ويتوقف عن البيع بالآجل؛ لكون السنوات التي مضت تكاد أن تعرقل مسيرة نشاطه السياسي والثوري معا، أن مرحلة الانتقال إلى البيع نقدا قد تؤتي أكلها لاسيما حين تكون مصحوبة بالبحث عن المصلحة المرادفة للقوة والتي تبنى على خلق علاقات تقوم على علاقات ثنائية تبادلية مكثفة والتعاون المشترك في شق فوضى العالم، من خلال تعزيز المؤسساتية والتي لن تتحقق إلاّ عن طريق الاتصال بالأخر وبالتالي التقليل من حدة القطيعة الدبلوماسية والسياسية التي تحيط بقضية شعبنا في الجنوب، ووفقًا لهذه الرؤية الجديدة وهذا التعديل السلوكي، سيمكن قيادتنا السياسية التقليص من حدة الضغوط التي أحيطت بها وبناء حائط صد يمكنها من نيل الاستحقاقات التي يمكن أن تنتج عن الإجراءات التي ربما ستقدم عليها في المرحلة القادم، وهي ضرورة حتمية لا بّد منها في إطار سياسة كسر الجمود والانطلاق نحو مرحلة جديدة.

العاصمة عدن
5 نوفمبر 2023م