آخر تحديث :السبت - 27 يوليه 2024 - 06:19 م

كتابات واقلام


"كوكيم شو" العدني !

السبت - 11 فبراير 2017 - الساعة 06:04 م

أحمد محمود السلامي
بقلم: أحمد محمود السلامي - ارشيف الكاتب


قانون الجنسية في مستعمرة عدن عرّف العدني بأنه : ( كل من ولد في عدن ، وقطع صلته ببلده الأصلي ، وعليه أن يفهم ويتكلم العربية ). كان يعيش في مدينة عدن أناس من جنسيات كثيرة وبدياناتهم وعاداتهم وتقاليدهم المتعددة والمختلفة ، يحتكموا دائماً لسيادة القانون لصون حقوقهم وتنظيم علاقاتهم الاجتماعية . عام 1964م زارت عدن بعثة مجلة العربي الكويتية وأعدت استطلاعاً مصوراً عن عدن نشرته في العدد رقم 68 يوليو من نفس العام . من ضمن ما نُشرَ في الاستطلاع إعلان غريب في احدى الصحف العدنية ـ كما ذكر محرر ـ تحت عنوان "تجنس" يقول : هذا إعلان للجمهور بأن (( كوكيم شو )) تقدم بطلب التجنس وكل من له اعتراض ، عليه يكتب رسالة بإمضائه يضمنها كافة الاعتراضات . يبدو أن كوكيم هذا من أصول آسيوية أو غير ذلك ، لان مواطني بريطانيا العظمي لم يتجنس منهم احد في عدن .. وبالتأكيد لم يعترض أي فرد على تجنيس كوكيم ، لأنه وفق القانون لن ينظر في طلبه إلا إذا كانت أوراقه مستوفية لجميع الشروط .. الاعتراض الكبير هو الآن ، الكل يعترض على مواطنين ولدوا هم وإبائهم في عدن بل تطلق عليها مسميات تنم عن الجهل والحقد على من تعايشوا في هذه المدينة الكونية الجميلة . إذا كان "كوكيم شو" وأولاده عائشين إلى الآن في عدن ، لكان ليس من حق احد أن يقصِيَهم بعد أن أصبحت عدن مدينتهم ، فكيف لنا نحن أن ننكر على بعضنا البعض عدنيته وجنوبيته ! ضاربين عرض الحائط كل القيم الدينية والأخلاقية ؟ للأسف الكثير منا لم يقرأ قانون الجنسية العدني ولا قانون الجنسية اليمنية الجنوبية رقم 4 لعام 1968م والذي تم تعديله إلى قانون الجنسية اليمنية بقانون رقم 10 لعام 1970م الذي صدر في عدن ، وكل ما لديه هي معلومات مغلوطة تتداول في وسائل التواصل الاجتماعي . للأسف البعض من أبناء عدن يثير هذه القضية بقصد إيقاظ الفتنة تدفعهم جهات لا تريد لهذه المدينة العريقة التعافي والنهوض والتطور ، ولهذا علينا عدم الانسياق وراء هذه الأمور التفصيلية حتى لا نقضي على ما تبقى بيننا من حب واحترام ووئام وتعايش التي هي سمات أساسية لمدينة عدن .