آخر تحديث :السبت - 04 مايو 2024 - 03:09 م

كتابات واقلام


حرب التجويع والارتداد المعاكس.. نحن شعب محاصر

الثلاثاء - 06 فبراير 2024 - الساعة 03:16 م

سعيد أحمد بن إسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


*وطني..* لقد صاغ الأعلام عباراته وصف حروفه كما اصطف صفوفه، فلم لا نعمل مثله؟ هنا وحده يكون التقليد، أهو من جهل فيه أم فينا؟

*وطني..* زاد التحدي وفاق نهائيات كرة القدم، إلا من لاعبين، يأخذون الكأس رافعينه، ويجدون من يساندهم.. لكننا نحن فقط في كل مرة نتجرع الكأس قسرا ولم نجد من يساند برغم الهتاف والتصفيق. أهو من ضعف ام من عيب فينا؟

تهتز شباكنا دوما.. فهل افتقدنا الفطنة أم أن الحارس به قصر نظر بالعقل والعين؟ أم من تعدد الشباك في اختلافها فحار بين الشباك أيها يكون؟ فتاهت خياراته،فمن من؟!
مللت من الطرح والسؤال ياأخوتي، فالمعاناة ثقيلة والزمن يذوب *ياوطني* والحال يضيق ويضيق، وضحكاتنا بالنفس بكاء وعويل.
*وطني..* مات الكل وبقي التدوير يحاك ويدور، وليس هناك تجديد.. غير الرحى يدور في مكانه طوال السنين، فأصبحنا سجناء للفيد ربما من طراز جديد.
*وطني..* فقدنا الولاء في حقيقة الأمر، وأستجبنا للألسن ولاء وتحسين، وركضنا نحو الاعلان نلهث، للشتائم لبعضنا نشمر له ونجاهر به جاهزين، وللاتهام نشاطر له صانعين ومناظراتنا إزدراء بلا حياء ولا استحياء، لم نعد للنصائح من البعيد مقبلين، وللتناصح من القريب مدبرين، طمع العدو لهذا فينا وسر من الاضداد لها فأكرم. *فأي إخلاص* *ياوطني من هكذا إمتعاص؟*
*ياقارئ القرآن..* كن باحثا عن العلاج من داء يشفينا، فالحدود أخدود لنا تحاصرنا للوطن نبكيه، فالوجوه هي الوجوه فيه تحكمنا وان تقلبت لهجاتها وتبدلت وتغيرت اماكنها ولو عبر الاثير بالفضاء تسير .
*وطني..* ونبقى نحن فقط في كل يوم نتشاكى، ونتحاكى بنفس اللغة بلا تغيير، بلا نتائج تواسينا.. فقر في حلة نرتديه كل يوم وجوع يعتصرنا نحو القبور حيث السكون والسكوت.. وثراء للجلاد اينما كانت القصور وللوليد.
*وطني..* هل لنا وجود؟! فقد أزكمت الروائح الكريهة الأنوف، لنا الرياح تحملها. وتبادلت التبريكات بصالات الذبائح والشعب فيها هو المذبوح.
أما آن للوباء ان يزول وللتقويم أن يستقيم؟ فمتى نفهم ان لتلك القروبات معاول للتهديم؟ وهم تغطانا وعدو محتل تخطانا.. *فمتى ياوطن* *نفيق؟*
قم وانفض غبارك فإن السكوت بحق الناس اجرام وبحق الدين حرام وبحق الوطن للانتماء والهوية اعدام وبحق التاريخ إلغاء واستسلام.
ان العزة لا تأتيك بالعمائم أمام المكبرات نستصرخها ولا على المنصات أمام الناس نستصغرها ولا للاجتماعات بالقاعات نتشايخها باستعراض قوى الاحتلال نقلدها ولا بالزوامل والاشعار نلقيها وإنما بالميادين حيث حشود العدو عن الارض ندحرها وبالكلمة الواحدة تحت القيادة ننفذها وبالنيات الصادقة للوطن نفديها.. فكونوا للوطن للسيادة بالاستقلال نعلنها.. فلم هذا الجمود والخمود؟ فنحن امام عدو يمارس علينا حرب التجويع والتمزيق والحصار بكل ما أوتي من قوة وقسوة.. فأجيالنا بالرقاب معلقة، فلا تفرطوا في الارض والإنسان. *أما آن* *للوباء عنا أن يزول؟* شكانا الزمان اكثر مما نشكو و غزانا الشقاء في اقواتنا واحرقتنا فواتير الماء والكهرباء من بداية العام فهل يراد منا ان نكون في نهايته رماد؟ ألم يكفنا التجويع.. فما الذي بعده يأتينا؟
نحن شعب محاصر في ارضنا وبحرنا.. لا يكفي ان نقول: هذا قدرنا ياجنوب قد حل فينا..ولكن القضية الجنوبية هي قضية الإنسان المسحوق والسجين الصارخ ومعاناته في وطنه المغدور به من قوى الاضطهاد والظلم والتعتيم في قضيته العادله التجويعية القاسية ومايواجهه من حرب نفسية تحطيمية مدمرة للأجيال القادمة ومن ردة فعل قد تكون غير متوقّعة ومنتظرة.
إلى متى يحسم الجنوب أمره، ويختيار خياره، بإختيار قرار حق المصير الفاعل التي لا رجعة فيه لانقاذ أمة ابتليت بوحدة غير عادلة وجائرة طال أمدها، قتلت الاخضر واليابس ورملت الأم ويتمت الجنين قبل مولده وللطفل قبل فطامه،واهانت كرامة الإنسان والوطن؟ كفانا نهب واذلال وتجويع.. وكفانا قبلية وطبقية وتمزيق..وكفانا تنظير وحوار، فقد زاد مازاد ويزيد. فأنتم أمة قد كرمها الله بالاخلاق والامانة و بنشر الدين في بواديه وحضره.
*لأجلك ياوطني أبكيك*