آخر تحديث :السبت - 09 نوفمبر 2024 - 06:26 م

كتابات واقلام


هل من منقذ لمصير الشعب الفلسطيني سياسياً

الإثنين - 22 أبريل 2024 - الساعة 09:29 م

محمد علي محمد احمد
بقلم: محمد علي محمد احمد - ارشيف الكاتب


لاشك أن خيارات حماس في البحث عن مقر لها في ظل الضغوطات الواقعة على ‎قطر ، ستكون صعبة عليها ، و في نفس الوقت كاشفة لأقنعة أنظمة عربية و إسلامية و جماعات ظلت تتغنى و تدندن على حساب القضية الفلسطينية.

وهل زيارات قادة حماس إلى دولة الخلافة الإسلامية و خليفتها أمير المؤمنين رجب طيب أردوغان من الممكن أن تجعل أنقرة توافق أن تكون مقراً بديلاً عن قطر لها ، علماً أن أنقرة غير مستعدة أبداً للتضحية بعلاقاتها و مصالحها المشتركة مع الكيان الصهيوني و واشنطن و غيرهما.

وفي ظل تلك التطورات السياسية والعسكرية والدور الذي ظهر به الحوثيين في مؤازرة غزة والشعب الفلسطيني و لو حتى ( صورياً) جراء منعهم السفن الاسرائيلية أو المتجهة للكيان من المرور من باب المندب، وقيامهم بإطلاق المسيرات و الصواريخ باتجاه مناطق العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة بحسب زعمهم.

فهل من المتوقع أن يقوم نظام صنعاء ولو مكرهاً ومرغماً سواءاً إزاء ذلكم الدور الكبير الذي أخذ بعداً دولياً وصدىً إعلامي واسع غير متوقع ، أو بتوجيهات وضغط من نظام طهران على نظام صنعاء لفتح مقر رئيسي دائم لحماس في صنعاء ؟

ولماذا لا تَعرِض إيران على حماس وبصورة علينة بأنها مستعدة لفتح مقراً لها في طهران ، إن كانت بحق كما تدعي أنها تقف مع الحق الفلسطيني ؟

وهل حماس من خلال حاجتها لمقر دائم وفي مثل هذه الظروف الحرجة سيكشف لها و للعالم عن أقنعة دول ما تسمى بـ ( الممانعة أو المقاومة )!!

كما كشفت مواقف أنظمة للأسف منها عربية جراء الحرب الدموية وجرائم الإبادة التي يتعرض لها وحتى اللحظة سكان فلسطين المحتلة و غزة على وجه الخصوص ، من قبل الكيان الصهيوني الغاصب ، على الرغم من أن دول الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية التي أثبتت و بوضوح لتلك الدول العربية التي كانت تراهن على الإعتراف بالدولتين على أساس حدود عام ٦٧م ، فجاء الفيتو الأمريكي كالمعتاد ليؤكد رفضها لمشروع الاعتراف بدولة فلسطين.

ومع كل تلك المواقف و القرارات و الوقائع التي باتت جلية ولا تحتمل أنصاف الحلول

ترى مالمواقف التي نتوقعها من الدول العربية و الإسلامية و كل التجمعات والهيئات السياسية والحقوقية و الدينية و (الترفيهية) تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني من تنكيل و إبادة جماعية و تهجير قسري و ترويع و إرهاب فاق كل أنواع الظلم و العذاب !!.

وهل هناك خطة خبيثة لتضييق الخناق بغية القضاء على حماس (سياسياً ) بعد أثبتت موقفها الثابت والصلب ميدانياً ، و والهدف من ذلك تسليم الملف السياسي لما تسمى بـ الشرطة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (السلطة الفلسطينية) نعم تلك مهمتها وتاريخها ومواقفها تشهدان على ذلك ، وإن كان فيها رجال مناضلين شرفاء ، لكنهم قلة و منزوعي القرار في تلك السلطة التي تمتثل للأوامر وتنفذ ما يملى عليها من قبل الكيان المحتل المجرم.

لذلك نقول حماس ، نعم و مجبرين أن نعترف بها كممثل قوي للشعب الفلسطيني بعد أن أثبتت وبرهنت فشل الكيان الصهيوني و من معه على أرض الميدان بالرغم من الآلة العسكرية الضخمة والمساعدات اللا محدودة التي يتم إمداد الصهاينة بكل الإمكانات من قبل امريكا و من معها من دول الغرب و بعض ( العربان) للقضاء على روح المقاومة والتي تتبناها فصائل المقاومة الفلسطينية و على رأسها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي و إن اختلفنا معها ، لكنها أثبتت و جميع فصائل المقاومة أنها العنصر الفاعل الذي هز مضاجع الكيان الصهيوني وكشفت عن زيف أسطورة الجيش الذي لا يقهر و فضحت مخاوف غير مبررة ولا منطقية ، للجيوش العربية التي تمتلك قوة اقتصادية و عسكرية أكبر مما يمتلكه ذلكم البعبع المسمى بـ الكيان الصهيوني الغاصب المحتل ، لكن تلك الأنظمة العربية لا تمتلك الإرادة والعزة بالنفس لذلك من الطبيعي أن تفتفد للكرامة والكبرياء ويتلبسها الذل و الخضوع للأعداء ، مهما أظهرت مواقفها المخجلة وعلى استحياء ، ستظل مواقفها عارية أخلاقياً و دينياً و إنسانياً أمام غضب شعوبها التي عانت ظلمهم و تجرعت جحيم فعالهم أشد من حر الرمضاء ، و غضب الذي حرم الظلم على نفسه و جعله محرماً ، أما تعرفونه أيها الحكام و الشيوخ و المماليك لا الملوك و من تدعون أنكم زعماء !!

إنه الملك العدل الرحمن القهار رب كل ما دب على الأرض و ما حوته السماء ، منزل القرآن العظيم بلسان عربي مبين للعالمين بلا استثناء ، فاجعلوه لكم دستوراً و منهجاً لتحيوا فيها سعداء ، فاقرأوا مافيها من آيات و سور و لا تنسوا سورة الإسراء.