آخر تحديث :الإثنين - 19 مايو 2025 - 02:16 م

كتابات واقلام


ارتفاع جنوني في أسعار تذاكر العودة .. الشركات تنهش المعتمرين

الأربعاء - 09 أبريل 2025 - الساعة 06:40 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


مع اقتراب نهاية فترة تأشيرات العمرة في أواخر شهر شوال، وجد آلاف المعتمرين اليمنيين أنفسهم أمام معاناة جديدة، لا تقل مشقة عن عناء السفر ذاته. فبدلًا من أن يعودوا إلى ديارهم بسلام بعد أداء مناسكهم، اصطدموا بجشع شركات النقل التي استغلت حاجتهم الماسة للعودة، فرفعت أسعار التذاكر إلى مستويات فلكية وغير مبررة.

بين ليلة وضحاها، قفزت أسعار التذاكر من 250 ريالًا سعوديًا إلى 500 و600 ريال، وربما أكثر، في مشهد يعكس أبشع صور الاستغلال التجاري. هذا لم يكن ارتفاعًا موسميًا طبيعيًا في الأسعار، بل عملية ابتزاز ممنهجة تُمارس ضد أناس جاءوا إلى أرض الحرمين بأرواح مفعمة بالإيمان، وأموال شحيحة بالكاد تكفيهم لسد رمق الرحلة.

وما يزيد المشهد بؤسًا أن هذه الشركات، التي يُفترض بها أن تكون شريكًا في تسهيل سفر المعتمرين، تحولت إلى صياد جشع، يتعامل مع المعتمرين كأنهم فريسة سهلة، لا حول لهم ولا قوة. لا ترى فيهم إلا فرصة للربح السريع، دون أي وازع ديني أو إنساني، متجاهلة تمامًا الظروف الاقتصادية الخانقة التي يعيشها اليمنيون. ألهذه الدرجة اختفت الأخلاق من معادلة التجارة؟

اليوم، يجد المعتمر نفسه أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما أن يرضخ لهذا الابتزاز ويدفع مبالغ خيالية، أو يواجه خطر التأخير، وما يترتب عليه من غرامات وربما مخالفات نظامية.

من هنا، يوجّه المعتمرون نداءً عاجلًا إلى الجهات المختصة في بلاد الحرمين، بلاد النظام والعدل والقانون، لإنقاذهم من استغلال شركات النقل. كما يناشدون الجهات اليمنية المعنية أن تتحمّل مسؤوليتها، وتوقف هذا العبث، وتُلزم الشركات بتسعيرات منطقية ومعلنة، خاصةً في مواسم الذروة التي باتت موسمًا للاستغلال بدلًا من أن تكون موسمًا للرحمة والتيسير.

كما ندعو المعتمرين إلى توثيق هذه التجاوزات واللجوء إلى المنصات الإعلامية، لكشف هذه الممارسات الجائرة التي تنتهك كرامة الإنسان وتستهين بحاجاته.

كفى عبثًا... كفى استغلالًا!