آخر تحديث :الثلاثاء - 24 يونيو 2025 - 05:07 ص

كتابات واقلام


بوادر ثورة تشتعل في عدن قد تضر بالمشروع الجنوبي

الأحد - 18 مايو 2025 - الساعة 11:51 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب



يكتبه / جمال مسعود علي

كمواطن بسيط لايحب الخوض في المتاهات ولايهمه معرفة الأسباب والمبررات لايطيق السقوط في دوامة الفوضى والانفلات العام وخروج الشارع عن السيطرة والتحكم ، ويتخوف أكثر وأكثر من غياب ردات الفعل الحكومية وتجاهلها لصرخات البسطاء والمساكين من عامة الناس الذين لا يعرفون معنى لأي تشكيل سياسي قد بتسبب في الإثارة والأضرار بمصالح الشعب نكاية بهذا الطرف أو ذاك أو تندس خلاياه السرطانية مستغلة هذا الحراك الطبيعي والبريئ المطالب بابسط مقومات الحياة في مدينة كانت نموذجا للاستقرار المعيشي والخدماتي فتنكش فيها القاذورات وتنبش بينها الأحقاد وتثير بداخلها لهيب الشارع وتهيج منها طرف ضد طرف لاحداث تقسيم شيطاني في المجتمع المتجانس ، كمواطن بسيط لاعلاقة لي بما قد تصل إليه الأمور وماقد يحاك أو يخطط له هذا الطرف السياسي للإيقاع بذاك الطرف في أتون المعارك السياسية البعيدة عن قيم الوفاء للشعب والوطن وتضحيات ابنائه

النار من تحت الرماد بدأت تظهر حممها والجميع يعرف أن هناك من ينفخ في الكير ليهيج اوارها ويخرج النار الى السطح لتحرق الاخضر واليابس ، وكلنا يعلم أن هناك من يتربص ويتحين الفرصة للانقضاض على المدينة التي استعصى عليهم إسقاطها في الفوضى طيلة الفترات السابقة ، ونجت من كل المحاولات الإجرامية التخريبية والتي راح ضحيتها بعضا من ابنائها على حين غرة وتجاوزت مرحلة الخطر واستقامت على أقدامها ، لتعود مجددا إلى ماهو اخطر من كل ما تعرضت له في كل مراحل التهديدات الأمنية ، فالحدث اليوم خطير جدا ليس سياسيا ولا أمنيا ولا عسكريا ، بل هو مايؤجج اقوى انواع الازمات والتي قد تدفع نحو كل الازمات الأخرى ، أنها الأوضاع المعيشية والتدهور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مايمس الحياة اليومية للمواطن البسيط الذي اذا صمد وانضبط أمنيا لقيم تربى عليها وأسس قانونية اقتنع بها في عمره على الدوام ، قد لايصمد بسبب العجز والفشل الأسري فينهار عقليا ونفسيا وجسديا وقد يسقط هذا أو ذاك العصامي ويمشي مع في الشارع جراء الضغط المعيشي الذي لن يحتمله جمل الصحراء في قيض الصيف دون مبرر .

سنوات لانقول مبشرات بما سيحصل بل منذرات بمخاطره عند استمرار تدحرج كرة الثلج التي تركتها السلطات الحاكمة بكل مكوناتها المحلية والإقليمية والدولية ، وهاهي اليوم على وشك أن ترتطم بالقاع وهي مثقلة بالاحمال المأساوية من الافقار والتجويع وانعدام الرواتب وعدم الخدمات وتوقف التعليم ، وكأنها ايادي قد جمعت كل ذلك معا بقصد وترصد لتنفجر ساعة الطلب في وجه الجميع ، لأسباب سادية منحرفة مريضة تحمل بين ثناياها حقدا دفينا على المدينة وأهلها لايعرف قدره وإبعاده ونواياه الا الخالق سبحانه وتعالى المطلع على دخائل النفس البشرية ، والا ما الذي يدفع بالجميع إلى ترك كرة الثلج المثقلة بمعاناة الشعب أن تتدحرج أكثر فأكثر حتى اقتربت من القاع واوشكت أن تنفقش فتتطاير شظاياها في كل الإرجاء ، دون أن نعرف من وراء ذلك والى ماذا يرنو بأفعاله الشيطانية تلك ؟

الحكومة وكل من في مستواها المسؤول عن إدارة شؤون الدولة أكان التحالف العربي والرباعية الدولية أو المبعوث الأممي إلى اليمن أو المجلس الرئاسي المثمن أو الحكومة المتناصفة في الحقائب ومكتسباتها الوجاهية والتوجهاتية ، كل اولئك الذين تشكلوا جراء الأزمة الإنسانية ما الوظيفة التي يقومون بها إزاء ذلك ، وكأنهم هم من يدفع بكرة الثلج تتدحرج وتتسع احمالها المثقلة بمعاناة الناس وهم بانتظار ما سينبعث منها عند تشظيها بوصولها إلى القاع وما الذي سيلحق بالشعب من ضرر عند انفجار الأوضاع وخروج الأمور عن السيطرة ، ثم هم سيتعاملون مع النتائج ببرنامج قد أعد من قبلهم مسبقا .. فماهو.. ؟ وهذا مالايعلم به الشعب بكل فئاته ومكوناته ،

أن الشعب ليرى بام عينه تواصل عملية الاستنزاف اليومي للطاقات الانسانية جراء التدهور المعيشي وانهيار الخدمات ومنظومة التعايش الإنساني وتهديد النسيج الاجتماعي وتوسع حالة الاحتقان الشعبي والغضب الجماهيري ، ولا يعلم كيف يحمي نفسه من التدهور المعيشي وإنقاذ الأسرة بتوفير احتياجاتها الإنسانية !! ، ولا كيف يقي بيئته المحيطة به من تداعيات تشظي كرة الثلج المثقلة بالاحمال من معاناة الشعب وهيجانه وتفجر ثورته عندما ترتطم بالقاع .

هاقد بدت ملامح الثورة الشعبية تتفجر وخروج الشارع الغاضب صار عرضة للاستهداف من قبل أصحاب المشاريع المتربصة به ، وهي تترقب سقوطه لتأخذه بيدها نحو مشاريعها فتوجهه حيث تريد عندما يتوه في أروقة المطالبات العمياء الصماء البكماء ، وعندما لايجد من يقوده ولا من يتخاطب معه بمطالبه ، وهذه من أخطر النتائج المتوقعة عند فقدان الثورة لبوصلة مسارها فهي تصطدم بمن هو أمامها ايا كان صديق حميم أو عدو لئيم بقصد او بغير قصد ،،

فماذا بعد وما الذي ينتظره الراعي الرسمي للأزمة اليمنية وياترى من ننتظره ليتدخل ويحسم الأمر ويقرر مصير الأزمة السياسية ، ما إذا كان قد قرر انهاءها ووجه ببدئ المرحلة جديدة للحل السياسي أو زاد من لهيبها وسارع من ارتطامها بالقاع وتطاير شظاياها لتسقط السقوط المسبب لتدخل إقليمي ودولي للوصاية على مصالح الدولة التي ستعلن عنها إحاطة المبعوث الأممي أنها فاشلة ويطالب بنقلها بعد البند السابع إلى الاشراف الدولي عليها والوصاية باعتبارها دولة تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي .

فمجلس الجنوبيين القائم على قضيتهم المجلس الانتقالي الجنوبي لم لايسبق ترتيبات السقوط فيهيا الجنوبيين لأن يستقيموا على أقدامهم بعيدا عن الأزمة وينأوا بأنفسهم ومصير شعبهم ومستقبل أبناءهم قبل سقوط كرة الثلج وارتطامها بالقاع وتطاير شظاياها جراء الأزمة والفشل في إدارة الدولة والاقرار بسقوط الأهلية الجنوبية على إدارة شؤون الجنوب مع سبق الاصرار والترصد والدفع الممنهج نحو تحقيق ذلك كهدف منشود ، في ظل عدم استخدام سبل الدفاع والوقاية الجنوبية الاحترازية المسبقة المانعة من الوصول إلى الأهداف المنشودة في إعادة الجنوب إلى احضان الوحدة اليمنية من جديد.