آخر تحديث :الأحد - 21 ديسمبر 2025 - 12:47 ص

كتابات واقلام


مفاجآت وتحولات تتجمع قد تصل في مفعولها درجة حرائق كاليفورنيا

الأحد - 25 مايو 2025 - الساعة 10:53 م

سعيد أحمد بن اسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق - ارشيف الكاتب


أ. سعيد أحمد بن اسحاق

لم تكن حرائق ولاية كاليفورنيا 2024 م التي أدت الى نزوح الآلاف من السكان ووفاة الملايين بسبب التلوث الناتج عن الدخان وتأثيرات بيئية كبيرة بما في ذلك تلوث الهواء والماء ومن تدمير الغابات والمحاصيل غير ما يمكن التنبؤ له في صراعات غامضة لا يقل وعدا بمفاجآت وتحولات درامية مثيرة قد تصل درجة حرائق ولاية كاليفورنيا من خلال التجمعات والعوامل المؤثرة على انتاجها وتوليدها بحسابات مدروسة نراها جلية في ألفاظها وتعبيراتها القبلية وتعاملها بين الافراد قد تخرج كلية من دائرة التوقعات.
قد سبق ان نبهنا بأن هناك بدايات لعدد من الأحداث أنطلقت من عقالها قبل فترة ولم تصل الى نهايتها المحتومة بعد.. لكن عادة لا يعير أحد من هذه التنبيهات عندما تصدر من شخص بسيط.. وهاهي اليوم نراها قد شقت طريقها وعناصر يتم تعبئتها.
بحسب منظورنا أنه لابد من الحسم إلا انه يظل مرتبطا بالتحولات وما يتخذ من قرارات وما يرتكب من إخطاءات.. نراها ماثلة الآن، وان استمرت فسيكوى بها الجميع بلا استثناء فالتجارب كثيرة والاكتواء شديد ومؤلم.. فالجنوب أشبه باللعبة تتقاذفها اكثر من يد، وما كل تلك التسويات إلا أن تكون إحدى الحيل.
ويمكننا ان نرى الآن كيف ينتظر أن يتداعى الموقف على النحو الذي يخطط الى وقف الحرب باليمن لاحلال السلام، ولكن ما حال الاعتداءات الحوثية يوميا على الضالع وأبين وما موقف التحالف من قوى الارهاب والحوثة جزء منه؟ فهل يلبي السنة في الجنوب مطالبها؟ ان الجنوب لا يألوا جهدا في تهميشه لاقتناع صنعاء بأنهم يمثلون الاغلبية السكانية وهذا ماتم الاعداد له بتغيير الهيكل السكاني للجنوب من خلال الاستيطان والنزوح والاستحواذ للارض.. فلا شك ان الجنوب يواجه تحديات صعبة وانقسامات تلوح بالأفق وتحطيم للدولة واجهزتها ومؤسساتها جعلتها لقمة سائغة لعمليات الفساد والنهب.. فهل تحتفظ قوى الجوار الاقليمي بهدوء أعصابها وهي تعلم مايحدث من حرب على الخدمات وتدهور اقتصادي مرعب ومن تضييق الخناق على سبل المعيشة، والى متى؟
يبدو ان هناك من حشر نفسه في موقف صعب يزداد صعوبة وتعقيدا.
امام هذه التقلبات والمماطلات وخلق الذرائع حينا والشروط حينا آخر لوضع القضية الجنوبية في مفترق طرق صعب، يتعين على الجنوب ان يحسم أمره.. وليس امام الجنوب غير خيار واحد حماية الحدود واستعادة ثقة الشعب بنظامه السياسي دون اللجوء الى فنون الترقيع والمسكنات ودون الاعتماد على ترزية القوانين وترزية السياسات، وهي مشكلة يصعب التنبؤ بمسارها.
صورة الشرق الاوسط كما نراها سوف تشهد كثيرا من التغيرات والتحولات المفروضة ونحن جزء منه.. يحتم منا تهيئة الامر والاستعداد والتجهيز بالاعتماد على النفس واستغلال الظروف المهيئة، بما يملكه من طاقات خدمة للوطن لامتلاك القرار المدروس بعناية فائقة وذكاء الخبير المتمكن لحسم الامور
بعهد الرجل للرجال ولا وقت للتفريط.. فقد ضحى الجنوب بالغالي والنفيس والى هنا كفى.