آخر تحديث :الجمعة - 11 يوليو 2025 - 06:45 م

كتابات واقلام


الربيع الفارسي .. الحل الوحيد لإسقاط إيران

الإثنين - 23 يونيو 2025 - الساعة 03:21 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


الكل يعلم أن نجاح الإستراتيجية يعتمد على تكتيكات ناجحة والعكس صحيح، فإستراتيجية نجاح سايكس بيكو 2 ( تقسيم المقسم ) في الشرق الاوسط، أعتمدت وبشكل كبير على تكتيكات فائقة الأبداع التي صاغت حروب ناعمة، لخلخلة وإسقاط بعض الأنظمة العربية دون أن تُشارك فيها أذرع خارجية، بل عبر أذرع أبناء الوطن ذاتة .
ولن أخوض في جميع التكتيكات ( الربيع العربي، القضاء على الجيش، تدمير السلاح والبنية التحتية العسكرية ... إلخ ) التي بها سقطت الأنظمة العربية، ولكن سأنثر حبري حول أهم تكتيك الذي كان رأس الحربة في إبقاء الوضع في مرحلة ألا دولة، حتى يتم تقسيم كل دولة إلى إقطاعيات .
هذا التكتيك او رأس حربة التكتيكات كان إستخدام الأقليات في المجتمع، ودعمها ومساندتها بكافة السبل للقضاء على الأغلبيات والمسيطرة على النظام، وهذا ما رأيناه مع الحوثي في اليمن و الشيعة في العراق ... إلخ .
فإختيار المخرج للحلقة الأضعف ( الأقليات ) ليس محبةً لها، بل لأنه يدرك أن الحلقة الأضعف ستُنفذ كل ما يريده المخرج حتى يُمكنها من السلطة، إلى جانب أن المخرج سيُشكلها ويُسلحها بما تشتهي مصالحه، التي إن خالفتها الأقليات بمقدور المخرج القضاء عليها بكل سهولة، لأنه هو من شكلها من رحم العدم .
ومن هذا التكتيك ندرك أن الربيع الفارسي للقضاء على نظام خاميني الشيعي يحتاج إلى رأس حربة، والمتمثلة بالأكراد القابعين في المناطق الغربية والشمالية الغربية لإيران، والمفضلين عن السنة والشيعة لدى إسرائيل وأمريكا والغرب الذين يطمحوا بتشكيل دولة كردية، مستقطعة من حدود كلاً من إيران وسوريا والعراق وتركيا .
فبعد هجمات إسرائيل الأخيرة والمستمرة، إلى جانب سيطرتها الكاملة على الأجواء الإيرانية وتدمير الأهداف العسكرية المختلفة، سيكون إنهيار الحكومة الإيرانية أقرب ووشيك عن ذي قبل، ولكن يحتاج إلى رأس حربة التكتيكات داخل إيران، وذلك عبر الأكراد الذين يتحينون الفرصة لفراغ السلطة في مناطقهم، بغية إدارتها بأنفسهم وإمكانية التعاون مع إسرائيل وأمريكا والغرب .
فثمة تاريخ طويل من المواجهة بين الكرد والأنظمة الحاكمة داخل إيران، منذ العهد الشاهنشاهي وصولاً إلى الجمهورية الإسلامية .
فالاكراد لم ينسوا، حين أنجلاء النظام الملكي، ان الخميني ليس فقط لم يعطيهم حقوقهم، بل أصدر فتوى بالهجوم على المناطق الكردية، وتم إغتيال قيادات كردية مثل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني - إيران عبدالرحمن قاسملو ، ومن ثم خلفه صادق شرف كندي .
وفي مثل هذا الوضع، قد تتاح فرصة سانحة للشعوب الإيرانية الأخرى مثل الشعوب العربية والبلوشية، للسيطرة على مناطقها في إيران وبذلك يتم تقسيم إيران إلى دويلات حالها كحال بقية دول الشرق الاوسط .
فالفرصة مناسبة لحزب الحرب الأمريكي، الذي يدير سياسة أمريكا دون الخضوع لمجلس الشيوخ ومجلس النواب، لإستخدام الأكراد لتقسيم إيران حتى تنتقل الأموال، التي تحصل عليها ترامب من دول الخليج، من أموال إستثمار إلى مكافأة مسبقة الدفع للنيل من إيران ....