آخر تحديث :الجمعة - 11 يوليو 2025 - 05:44 م

كتابات واقلام


شعب الجنوب لا يُقهر .. وهو المنتصر

هل يُعقل أن يعيش جميع المسؤولين من مختلف الأطياف السياسية حياةً من الرفاهية والبذخ، لم يكونوا يحلمون بها يومًا؟! أغلبهم كانوا معدمين، تحت خط الفقر والعوز، واليوم يتلاعبون بالملايين والمليارات، يملكون العقارات، ويركبون السيارات الفارهة، ويكدّسون الأرصدة في البنوك داخل البلاد وخارجها، ويمتلكون الشركات والمشاريع، وكأنهم أبناء ملوك لا مسؤولي شعب منهك!
إنهم أنفسهم، أولئك الذين لا يخجلون من صورهم البائسة والمزرية، يخرجون علينا اليوم ليرفعوا شعارات الصبر والتحمل، ويطلبون من الشعب – وتحديدًا من أبناء عدن والمناطق المحررة – أن يتحملوا المعاناة ويصبروا على الأزمات، ويعدونه بقدوم "الخير" من وجهة نظرهم الضيقة والفاسدة.
ولكن عن أي خير يتحدثون؟ والشعب يعيش في جحيم يومي، يموت ألف مرة من شدة الحاجة والفقر والضنك، في ظل غياب مقومات الحياة الأساسية: كهرباء، ماء، صحة، تعليم، مرتبات، وقبل ذلك كله، انهيار العملة الوطنية إلى الحضيض، ما فاقم الوضع المعيشي، وأدخل الناس في دوامة من الحيرة والقلق.
علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا: من يحكمنا اليوم، من مختلف القوى السياسية، ليسوا إلا مجموعة من الفاسدين والناهبين، لا يُستثنى منهم أحد. كلهم لصوص، وفوق ذلك مجرمو حرب بحق هذا الشعب المسكين المنكوب.
وعلى المجتمع الدولي، والعدالة الدولية تحديدًا، أن تتحرك لمحاكمتهم ومحاسبتهم على جرائمهم، عبر مذكرات قانونية يُقدّمها الحقوقيون الشرفاء إلى المحاكم الدولية المختصة بجرائم الإبادة والفساد ونهب مقدرات الشعوب.
أما نحن في الداخل، فعلينا أن نتحرك بثورة شعبية عارمة، وانتفاضة شاملة، وعصيان مدني يقتلع هذه المنظومة الفاسدة من جذورها. علينا أن نتوحد ونلتف صفًا واحدًا، ونرمي بالخوف خلف ظهورنا، فالموت بكرامة خير من العيش بذل.
نحن شعب الجنوب الأبي، شعب الحرية والكرامة. لن تقهرنا هذه العصابة المارقة، ولن نرضى بالهوان. واجبنا اليوم هو اجتثاثهم من جذورهم، ورميهم في مزبلة التاريخ، كما فعلنا بأسلافهم من قبل.
شعب الجنوب لا يُقهر.. وهو المنتصر بإذن الله. لأننا أصحاب قضية عادلة، وسينصرنا الله في كل خطوة نخطوها نحو استعادة كرامتنا وحقوقنا.
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين، منتصرين.. يا رب العالمين.