آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


تدهور العملة الوطنية يعني إبادة المواطن

إلى مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، والمجلس الانتقالي، ووزير المالية، ومحافظ البنك المركزي، وإلى الخبراء الماليين والاقتصاديين، والمجتمع المدني، وكافة الأحزاب السياسية الوطنية:
إن المسؤولية التي حملتموها على عاتقكم في هذا الظرف الحرج من تاريخ اليمن، هي مسؤولية جسيمة، تتطلب منكم تحركًا عاجلًا يتناسب مع حجم الكارثة التي يواجهها المواطن اليوم.
إن العملة الوطنية، باعتبارها العمود الفقري لأي اقتصاد، تمر بانهيار غير مسبوق، أفقدها قيمتها الشرائية، وترك المواطن يواجه أعباء الحياة في ظل موجات الغلاء والبطالة وانعدام الدخل.
إن المواطن اليوم يعيش على حافة الجوع، يعجز عن توفير أساسيات الحياة من غذاء ودواء وتعليم، في ظل تراجع مخيف للقدرة الشرائية، وانعدام أي بوادر للإصلاح أو التعافي.
لا يمكن لشعب أن يصبر إلى ما لا نهاية، فالمجتمعات تنهار عندما يشعر أفرادها أن لا أحد يصغي لصرخاتهم. وهذه الحال تنذر بمخاطر جسيمة على النسيج الاجتماعي والأمن العام، وتهدد بانتفاضات شعبية قد تفلت من السيطرة، إذا استمر التجاهل لهذه المعاناة.
إننا نتساءل: أين هي خطط الإنقاذ؟ أين أدوات السيطرة على السوق؟ أين التدخلات العاجلة لحماية العملة الوطنية من مزيد من الانهيار؟ أين أنتم من واجبكم تجاه المواطن الذي يئن في صمت؟
لا يمكن أن تستمر هذه الفوضى المالية والفساد المستشري، بينما يرى الشعب بعض المسؤولين يتنعمون برواتب ضخمة بالعملة الصعبة، ويبنون الفلل والمشاريع الخاصة، فيما أغلب المواطنين يعانون العجز عن شراء كيس دقيق أو دواء لطفل مريض.
لقد آن الأوان لتصحيح المسار. فإنقاذ العملة الوطنية مسؤولية وطنية لا تحتمل التهاون أو التأجيل. وإذا عجزت المؤسسات القائمة عن مواجهة هذا التحدي، فإن الشعب لن يصمت إلى الأبد.
نهيب بكل وطني غيور، في الداخل والخارج، أن يرفع صوته ويقف في وجه هذا الانهيار الذي يهدد بتمزيق ما تبقى من كيان الدولة، ويدفع الوطن نحو هاوية مجهولة.

والله من وراء القصد