آخر تحديث :الثلاثاء - 09 ديسمبر 2025 - 01:40 ص

كتابات واقلام


رسالة إلى القيادة السياسية

الخميس - 31 يوليو 2025 - الساعة 03:59 م

د.محسن باشجيرة
بقلم: د.محسن باشجيرة - ارشيف الكاتب


إلى قيادتنا السياسية عليكم أن تعيدوا الوضع إلى ما هو جيد. فالشعب لن يصمت إلى الأبد، لأنه فوضكم في يوم من الأيام، ولكن كما فوضكم يستطيع أن يفوض غيركم، فالشعب هو أساس السلطة والحكم، فلا تنسوا ذلك.
سيادة الرئيس عيدروس، إلى متى هذه المفاوضات طويلة الأمد؟ الشعب تعب وعانى الويلات، والبعض إذا أخذ وجبة الفطور قد لا يجد وجبة الغداء، وهكذا حال كثير من أبناء الشعب، بل يمكننا القول إن الغالبية العظمى كذلك.
الجوع كافر، كما تعلمنا من أسلافنا، ولا تناقش جائعًا وتشرح له درسًا، ولا تسمعه خطبًا، غذِّه أولًا وقل ما شئت.
إن العقول الجائعة لا تنفع أن تكون قاضيًا مثلاً، فكيف له أن يحكم بالعدل وهو جائع؟ ألم تعلموا لماذا بلدان العالم رفعت رواتب القضاة؟ حتى إن رواتبهم في بعض الأحيان تفوق رواتب الأكاديميين وحملة الدكتوراه؟ ذلك كي لا يمد يده ويتسول من هذا وذاك. ربنا يزيدهم من نعيمه، وهم يستحقون كل خير، فهم أيضًا إخوتنا وأبناؤنا.
يا قيادة، انزلوا إلى الشعب وتحدثوا إليه، ووضحوا له بعض الأمور الغامضة، وأين وصلتم؟ ليس عيبًا، أليس هو من فوضكم؟ إن تواجدكم مع الشعب هو الضمان الوحيد لبقائكم على الكرسي، فلو – لا قدّر الله – حدث شيء، فشعبكم هو من تستندون إليه، وهو منكم وفيكم. لكن إذا استمر الوضع بهذا الشكل، ثقوا أنكم لن تجدوا من يقف بجانبكم أحدًا.
كثير من الناس يتساءلون: إلى متى سيظل وضعنا المزري هذا؟ وهل كُتب علينا أن نقضي بقية حياتنا في هذا الكرب العظيم؟ لماذا كل الدول من حولنا في أمن وأمان وسلام وازدهار وعيش رغيد، ونحن لا؟ ماذا فعلنا لنستحق هذه الويلات تلو الويلات؟
هل كان قيام الثورة ضد الإنجليز غلطة كبيرة نتحمل وزرها إلى اليوم؟ والكثير ممن عاش وتعايش في تلك الفترة يتكلم عنها بحب وسلام وأمان.
لا يخفى على أحد أنه كانت هناك بعض الهفوات من القيادة الشبابية في حينها، وأكبرها تأميم ممتلكات الناس، وأجدها جناية استفاد منها البعض، ولكن الظلم ظلمات. لذا، يمكن إعادة وتصحيح بعض هذه الأوضاع، وقد علمت أنه تم إعادة بعض المحلات لأصحابها أو ورثتهم، وهذا شيء جيد، فأكملوا المشوار، وعوضوا من فقدوا مساكنهم أو عماراتهم. لعل الله يرضى علينا، ونستعيد دولتنا التي ننشدها.
يا شعبنا العظيم المنهك، أسأل الله أن يرفع عنا وعنكم كل كرب وظلم، وأن تتحقق الأماني في أقرب فرصة – إن شاء الله.
فوِّضوا أمركم إلى الله، فهو المعين، وهو حسبنا في كل من وقف حجر عثرة في طريق استعادة دولتنا. ولا تجعلوا الاختلاف بينكم يفسد للود قضية ويصبح أكبر. تنازلوا لبعضكم من أجل الوطن، فكل شيء يهون. دمتم بخير.