آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


صانونة الهواء..حين يصبح السمك ذكرى وطنية

السبت - 02 أغسطس 2025 - الساعة 09:57 م

سمير الوهابي
بقلم: سمير الوهابي - ارشيف الكاتب


هذا النوع الرديء المعروض في الصورة، والذي يُباع تحت مسمى "ثمد"، وصل سعر الكيلو منه إلى 14 ألف ريال!
ورغم رداءة النوع ورداءة الطعم، ما زال يُفرض على المواطن وكأنه ثمد .
وفي ظل هذا الواقع المرير، يعود الناس إلى وجبة الذاكرة القديمة... "صانونة الهواء".
وجبة عدنية كانت تُطهى أيام حكم الرفاق في زمن النجمة الحمراء، خالية تمامًا من السمك، لكنها مليئة بالبصل والبطاط والبهارات، وشيء من الأمل.

نحن أمام مهزلة غذائية واقتصادية، حيث تتغول مافيا الثروة السمكية، ويغيب الرقيب، وتتلاشى إمكانية المواطن البسيط في أن يشتري قطعة سمك كريمة لأطفاله.

وعلى الهامش، لا بد أن نُذكر بأن عدن لم تستعد عافيتها منذ خروج الاستعمار البريطاني، ولا زالت تتقلب بين الوجع والخذلان، بينما تُباع خيرات البحر بأسعار لا تعكس قيمتها، ولا تحترم كرامة أهل المدينة.

الأسواق مليئة بالأسماك ذات "الوجوه الحزينة"، كأنها تصرخ ألماً من واقع يشبه وجوه الناس...
متى يعود البحر لأهله؟ ومتى تخرج صانونة الهواء من مطبخ الكادحين؟