آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


حقوق المعلمين والمعلمات.. لا تُزايدوا عليهم

هل نحن نعيش في دولة تحترم الحقوق أم في حالة من الفوضى؟
إن مطالبة المنخرطين في سلك التعليم بحقوقهم أمر مشروع لا نقاش فيه، لكن الغريب أن بعض الأقلام تُهاجم المعلمين وتتهمهم بتعطيل العملية التعليمية، متجاهلين أن أصل المشكلة بيد الحكومة التي تمارس صمتًا مخزيًا وكأن أبناءنا الطلاب لا يعنيها أمرهم لا من قريب ولا من بعيد.

المدرسون لا يطالبون بالمستحيل، بل بحقوق أساسية تكفل لهم حياة كريمة تحفظ لهم ولأسرهم الحد الأدنى من العيش بكرامة. كيف يُنتظر من معلم جائع، لا يجد قوت يومه ولا ما يسد حاجات أولاده، أن يؤدي رسالته العظيمة في تربية وتعليم الأجيال؟ هذا ظلم لا يرضاه الله ولا رسوله.

إن من يطالبون بإجبار المعلمين على العودة إلى المدارس دون أن تتحمل الحكومة مسؤولياتها، يقفون في الحقيقة في صف السلطة الظالمة. العدالة تقتضي أن نوجّه ضغوطنا نحو الحكومة لا نحو المعلمين، فهي الجهة الوحيدة القادرة على تحسين أوضاعهم عبر رفع مرتباتهم وتقدير رسالتهم.

لا يجوز أن نُحمّل المعلّم وحده تبعات الأزمة ونهمل جوهر المشكلة المتمثلة في تقاعس الحكومة عن أداء واجباتها. بهذا المنطق الأعوج نصبح وكأننا شركاء في الظلم، ونغضّ الطرف عن معاناة من يحملون على عاتقهم صناعة المستقبل.

إن على كل منصف أن يقف مع المعلمين في مطالبهم المشروعة، وأن يضغط على الحكومة للوفاء بالتزاماتها. فالمعادلة لن تستقيم إلا بتمكين المعلّم من حقوقه أولًا، ليؤدي بعد ذلك واجباته بأمانة وإخلاص.

ختامًا، نأمل أن تنصف السلطة المعلمين وأن يُحل ملفهم العادل في أقرب وقت، وأن تتحسن أوضاعهم المعيشية بما يليق بمكانتهم ورسالتهم. ومثلما نتفاءل بتحسن العملة الوطنية نسأل الله أن نشهد قريبًا حياة كريمة لجميع أبناء هذا الوطن الطاهر، الذي لا بديل لنا عنه، ونحيا ونموت على أرضه الغالية.