آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


وقف الإعاشة الخارجية مطلب جماهيري

الإثنين - 25 أغسطس 2025 - الساعة 02:53 م

أبو مصعب عبدالله اليافعي
بقلم: أبو مصعب عبدالله اليافعي - ارشيف الكاتب


يدرك أبناء الوطن جميعًا أن بلادنا تمر اليوم بمرحلة صعبة وحرجة، وأنها بحاجة ماسّة لكل دولار من العملة الصعبة، حتى تتمكن الحكومة من تلبية احتياجات الشعب الأساسية، وعلى رأسها الغذاء والمشتقات النفطية، التي تشكّل عصب الحياة وحركة التنمية داخل حدود الوطن.
المسؤولية الملقاة على عاتق الحكومة برئاسة دولة رئيس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك كبيرة جدًا، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية وتفشي الفساد الذي أنهك مؤسسات الدولة عبر سنوات طويلة، وجعلها عاجزة عن تقديم أي إنجاز حقيقي. ومع ذلك، فإننا متفائلون اليوم بأن رئيس الوزراء الحالي قادر على تصحيح الأوضاع المنفلتة، وقد بدأ فعلاً بخطوات عملية تعكس إرادة حقيقية في الإصلاح.
ومن أبرز هذه الخطوات القرار الحكيم القاضي بوقف الإعاشة الخارجية التي كانت تُصرف لعدد كبير من الأشخاص المقيمين خارج الوطن منذ أكثر من عقد من الزمن، دون أن يقدّموا للوطن أي فائدة تُذكر. لقد شكّلت تلك الإعاشة هدراً صريحاً للمال العام، وحرماناً للمواطن في الداخل من حقوقه المشروعة. فكيف يُصرف المال لأشخاص يقيمون خارج الحدود، بينما الشعب في الداخل يعاني الأمرّين من ضيق العيش وارتفاع الأسعار؟.
إننا، كمواطنين، نقف بكل قوة خلف هذا القرار الصائب، ونؤكد أنه مطلب شعبي ملحّ، يجب أن يُبنى عليه لمحاسبة كل من كان وراء إقرار تلك الإعاشة التي استنزفت أموال الدولة دون وجه حق.
المطلوب اليوم أن يُعامل الموظف في الخارج مثل أي موظف في الداخل: من عاد إلى أرض الوطن يمارس مهامه يستحق راتبه بالريال اليمني وفق درجته الوظيفية، أما من ظل في الخارج فلا يستحق أن يُصرف له ريال واحد من مال الشعب.
كفى هدراً لأموال الوطن، وكفى متاجرة بمعاناة الشعب. على من هم في الخارج أن يعودوا ليشاركوا في معركة البناء والإصلاح من الداخل، لا أن يكتفوا بالشعارات عبر الفيسبوك والواتس أب.
لقد انتهى زمن الفوضى، وحان وقت العمل الجاد لبناء وطن نظيف خالٍ من شوائب الفساد التي أكلت البشر والحجر والشجر. ولنا كلمة صادقة من قلب كل مواطن غيور: إلى مزبلة التاريخ أيها الفاسدون. وليحفظ الله وطننا وشعبنا الصبور، ويعوّضه عن سنوات القهر والمعاناة.