آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


إسناد الحوثة لغزة كذبة القرن

الأربعاء - 10 سبتمبر 2025 - الساعة 11:36 ص

أبو مصعب عبدالله اليافعي
بقلم: أبو مصعب عبدالله اليافعي - ارشيف الكاتب


حديثي هذا موجه لكل مخدوع، وإلى كل مواطني الوطن العربي خاصة، والعالم عامة، بخصوص أن الحوثي يدعم ويساند ويدفع المظالم عن أبناء غزة.
هذا كله كذب وافتراء وزندقة العصر الحديث، وأكبر كذبة في التاريخ الحديث، ومجافٍ لكل الحقائق على أرض الواقع. والصائب والصحيح أنهم شرذمة الحوثة يكذبون على الآخرين بكل أطيافهم وأنواعهم، على بشر العالم بهذه المزاعم الخرافية والزنديقة بقولهم: "إسناد غزة". غزة الأبية والشجاعة بكل أفرادها ومواطنيها الشرفاء المخلصين لأرضهم الطاهرة والغالية على أرواحهم، والذين هم أصلًا في غنى عن مساندة الحوثة لهم ضد الإسرائيلي الغاصب لأرضهم الطاهرة.
يا من يتابعون حرب غزة ضد العدو الإسرائيلي العفن، من بداية ٧ أكتوبر إلى هذه اللحظة: أين كان الحوثي؟
من بداية الحرب والغزو والتدمير والقتل لأبناء غزة العظيمة، كان الجواب في "المشمش"، وفي نوم عميق، لأن الأوامر لم تأتهم ولم تصدر لهم من أسيادهم الفرس عبدة النار الملاعين، الأوباش شلافيت العصر الحديث، الإيرانيين السفلة الذين جعلوا من أرض اليمن وشعبه المغلوب على أمره أرض معركة مع العدو الإسرائيلي، مما جعل الحوثة يقدمون الأرض والشعب قربانًا لإيران المجوسية.
حقًا إنها مهزلة العصر أن يدعي الحوثة أنهم يواجهون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والحقيقة مجافية للواقع، حيث أصبحت أرض اليمن مستباحة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي الشيعي، وهم من يقومون بمهاجمة الإسرائيليين من أراضي اليمن ومحاربتهم بالوكالة من أرضنا، ولا يفرق معهم الضحايا والقتلى من أبناء الشعب اليمني، فهم بالنسبة لهم حصان طروادة.
وكل هذا العبث والاستباحة لأرض اليمن الشمالي وشعبه العظيم يستخدمونه لأغراض ملفهم النووي مع الغرب وأمريكا في مواجهة عدو الأمة الكيان الإسرائيلي.
حقيقة إنها مهزلة حوثية بامتياز، وشر البلية ما يضحك، فإذا كان المتكلم مخبولًا بل مجنونًا، فعلى المستمع أن يكون عاقلًا.
فهل يُعقل أن هذه العصابة المارقة، التي احتلت صنعاء في غفلة من الزمن ونتيجة مماحكات سياسية بين أطراف حكم الهالك عفاش وسلطة من خلفه في ذلك الحين وأصبحت أمرًا واقعًا، أن تصبح داعمة ومناصرة لقضية فلسطين؟ بينما هي تقوم بنفس أفعال وأعمال البطش والتنكيل بمواطني المناطق الشمالية، من نهب لأموالهم وقتلهم دون رحمة، وهدم المنازل على رؤوس قاطنيها، وتفجير مساجد السنة ودور تعليم القرآن والعلوم الدينية ذات الصبغة الشرعية الحنيفية، إضافة إلى قهر وظلم وتعسف كل من هم تحت حكمهم بشتى أصناف وأنواع العذاب الذي لم يُنزِل به ربنا من سلطان.
وعليه إذا تأملنا بعقل وعملنا مقارنة بينهم وبين أفعال وتعسف وظلم وجبروت العدو الإسرائيلي الصهيوني للفلسطينيين، نجد أن الأمر طبق الأصل بين الاثنين معًا في جميع الأفعال المشتركة.
ولو عدنا إلى موضوع الحصار المفروض على قطاع غزة من اليهود الكلاب في نظر أمتنا العربية جميعًا، نجد أن هناك صورة طبق الأصل تنطبق على الحوثة في حصارهم لمدينة وشعب تعز المكلوم المنكوب والغلبان منذ حوالي إحدى عشرة سنة.
ومن هنا: كيف يصدق أي عاقل أن عصابة الحوثة تساند وتدعم وتناصر الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب، وهي أصلًا تمارس نفس أساليب العدو الإسرائيلي بكل حذافيرها الوقحة والنجسة والقذرة؟.
فيا كل مخدوع بما تعلنه ماكينة الدعاية الحوثية: لا تنخدعوا بها ولا تصدقوها إطلاقًا، فالعصابة الحوثية ما هي إلا أداة في يد الحرس الثوري الإيراني، مثلها مثل بقية أذرع إيران الأخرى.
وكل العمليات التي تنطلق من الأراضي الشمالية الخاضعة لحكم الحوثي نحو إسرائيل، إنما من يقوم على تنفيذها قوات إيرانية مع لفيف من خبراء من حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي.
وطبعًا الضحية هي منجزات شعب الشمال من المرافق الحيوية والسيادية لإخوتنا الشماليين، من مطارات وموانئ وكهرباء ومصانع، والقائمة طويلة، إضافة إلى قتل أبناء المناطق الشمالية. وهذه الأعمال والتنكيل والهدم لا تحرك أي ضمير أو قلق لدى الحوثة، والسبب هو الولاء الأعمى والخالي من الوطنية تجاه الوطن والشعب، بحكم أنهم عبيد وأمعات لسيدهم الإيراني.
ولو تمعنا في التاريخ، نجد أن أصلهم بقايا فرس وأتراك، ولا يمتّون لليمن بأي صلة إطلاقًا. والدليل على ذلك: هتك أعراض الأسر واقتحام منازلهم وإحلالهم في الشوارع، وقتل المشايخ أمام أعين أبنائهم ونسائهم. كل هذه الأفعال اللاإنسانية والإجرامية تحدث تحت مظلة "الهاشمية" التي يدّعونها، وما هي إلا غطاء كي يتمكنوا من بقائهم في حكم البلد، بكل ما أتوا به من مغالطات وذر الرماد في عيون شعب الشمال تحت مسميات واهية كاذبة. ولهذا فهم واهمون بكل ما يدعون، ويعيشون في عنترياتهم الجوفاء، بينما شعب الشمال عارف حقيقتهم ومنتظر ساعة الخلاص منهم في أقرب وقت ممكن، تحين له الفرصة للانقضاض عليهم والتخلص منهم إلى الأبد إن شاء الله، لأنه ما بني على باطل فهو باطل، ويجب استئصاله من الجذور وتنظيف كل ما هو عالق من وساخة على جسم الوطن الطاهر.
يجب على الجميع أن يدركوا ويعرفوا في الداخل والخارج أن الحوثية المقيتة ظاهرة غريبة ظهرت على سطح الواقع في غفلة من الزمن، وسوف تنتهي عاجلًا أم آجلًا بإذن الله تعالى وقوته، حتى يسود العدل والمساواة بين أفراد المجتمع، وتعود الحقوق لأصحابها المقهورين المظلومين في مناطق مختلفة من أرض الشمال بكل أطيافه وفي جميع مناطقه.
وليسعنا في الأخير إلا أن نقول: إن الله مع الصابرين في كل لحظة وحين،
﴿وَإِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ عَلَى الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾.

أبو مصعب عبدالله اليافعي