آخر تحديث :الثلاثاء - 09 ديسمبر 2025 - 04:55 م

كتابات واقلام


أنت تستحق المكان الذي أنت فيه

الأحد - 21 سبتمبر 2025 - الساعة 01:51 م

حسين أحمد الكلدي
بقلم: حسين أحمد الكلدي - ارشيف الكاتب


قال أحد الفلاسفة: "أنت في المكان الذي توجد فيه، لأن هذا بالضبط هو المكان الذي تحتاج أن تكون فيه."
مررتُ على قصص حقيقية كان فيها من العِبرة والعِظة الكثير، وسأذكر نموذجين منها: لقد وجدتُ صنفًا من الناس تربّى في الاعتماد على والديه وعلى الآخرين من الأسرة، دون أن يبذل أقلَّ مجهود لتحقيق ذاته، بسبب خوف والديه المفرط عليه. فقد وُفِّرت له كل الطلبات الممكنة، لكنهم لم يدفعوه إلى خوض معركة الحياة. فظل خاملاً يعتمد على جهود غيره، متوقفًا عند أول الطريق دون حركة، وبقي على هذا الحال حتى بلغ من العمر عتيًّا وأصبح عاجزًا عن الحركة من مقعده. وبعد أن توقفت كل مصادره امتطى الموجة الثانية على أكتاف أولاده بالاعتماد عليهم ليستمر، بالرغم من أنه لم يبذل أقل جهد في تعليمهم أو توجيههم. هكذا كان دوره السلبي طيلة حياته؛ حتى إنه لم يتجرأ بالخروج من دائرة المنزل لمسافة لاتذكر ، بالرغم من الظروف والفرص التي أُتيحت له، والتي كان غيره يتمناها. ومع ذلك لم يبذل أدنى مجهود لتطوير قدراته وذاته أو للاعتماد على نفسه.أما الصنف الثاني: فقد كانت وسائل النجاح بين يديه متاحة وقد امتلكها، لكنه ظل متقوقعًا في منطقة الراحة، مُصرًّا على عدم الخروج منها، لأنه كان يعتمد على حسن علاقاته بالآخرين وما يقدمه لهم من خدمات بسيطة للحصول على الجزاء منهم، دون أن يفكر في التحرر من تلك العادة أو أن يرتقي إلى مستواهم. فظل على هذا الحال حتى انتهى به الأمر إلى أنه لا يستطيع أن يعمل شيئًا لنفسه. وقد قال الكاتب زيغ زيغلر ذات مرة: كتبت لوحة على شكل رسم توضيحي لمصعد يوصل إلى الأعلى، وكتبت عليها: "المصعد معطّل." وعلى ضوء هذا سوف يظل المصعد إلى الأعلى معطّلًا، وكان دائمًا معطّلًا وسيظل دائمًا معطّلًا. ولذلك عليك أن تصعد السلالم درجة تلو الأخرى، معتمدًا على نفسك وقدرتك الذاتية، وحاملًا أثقالك، دافعًا نفسك للصعود إلى الأعلى. هذه هي الرسالة التي أراد إيصالها لك أنت: لا داعي للانتظار للوصول إلى القمة إذا كنت على استعداد للقيام بما يلزم عليك فعله. وعلى هذا الأساس يمكن الحصول على كل ما تريد الحصول عليه؛ كالصحة والثروة والسعادة، إذا بنيتها على أساس المبادئ الصحيحة والعمل المثمر.