آخر تحديث :الأحد - 14 ديسمبر 2025 - 07:38 م

كتابات واقلام


السياسة والإعلام .. حوار مسؤول في زمن التحديات

الخميس - 06 نوفمبر 2025 - الساعة 01:51 م

سمير الوهابي
بقلم: سمير الوهابي - ارشيف الكاتب


تمر البلاد اليوم بمرحلة دقيقة تتطلب قدراً عالياً من الوعي والمسؤولية في الخطاب السياسي والإعلامي. فالتحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي نعيشها لا يمكن تجاوزها إلا عبر حوار ناضج ومهني، قائم على الاحترام المتبادل والابتعاد عن الغطرسة والأنانية الفكرية التي لا تنتج سوى الانقسام والتوتر.

لقد أصبحت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ساحات مفتوحة لتبادل الآراء، لكنها في كثير من الأحيان تحولت إلى ميادين للجدل العقيم، حيث يسود الصوت العالي بدلاً من الحجة، والاتهام بدلاً من الفهم. وهنا تبرز الحاجة الماسة إلى إعادة الاعتبار لأخلاقيات الحوار، سواء في السياسة أو الإعلام، بحيث يكون الهدف البحث عن الحقيقة وخدمة المصلحة العامة، لا تحقيق المكاسب الشخصية أو الحزبية أو الجهوية.

إنّ الإعلام المهني والسياسة الواعية وجهان لعملة واحدة، فكلاهما يقوم على المسؤولية أمام المجتمع. فالسياسي الناجح هو من يحاور بعقل منفتح، والإعلامي الحقيقي هو من ينقل الحقيقة بموضوعية بعيداً عن التهويل أو التحريض. ومن دون هذا التوازن، سنظل ندور في حلقة مفرغة من الاتهامات والانقسامات التي تستهلك طاقاتنا وتعيق تطورنا.

علينا اليوم أن نرتقي بخطابنا، وأن نؤسس لثقافة نقاش تقوم على الاستماع قبل الرد، والفهم قبل الحكم، والمصلحة العامة قبل الذات. فالمستقبل لا يُبنى بالصراخ ولا بالاستعلاء، بل بالحوار الهادئ والمسؤول، الذي يفتح الطريق نحو التفاهم والبناء الوطني المشترك.