آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


التسوية العادلة ضمان للامن والاستقرار في المنطقة

الثلاثاء - 18 نوفمبر 2025 - الساعة 07:08 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


قبل اي حديث عن تسوية لابد من فهم الحالة اليمنية بشكل دقيق لاستيعاب كل ابعادها السياسية والجغرافية والتاريخية واي تجاهل للأسباب الحقيقية للازمة اليمنية ستؤدي إلى نتائج كارثية ولن تنتج سلام دائم وتنمية مستدامه تحفظ الامن والاستقرار في المنطقة.

فالمسألة اليمنية معقده تحتاج الى عقول منفتحة غير مثقله بإرث الماضي السيىء او بأدران السياسات الفاشلة هذه العقول تبحث وتغوص في اعماق الأزمة تفتش بين ثناياها الاسباب والدوافع لعدم استقرار اليمن خلال العقود الاربعه الماضية وتقدم الحلول الناضجة لكي تخرج اليمن من بؤرة الصراع وتمنع تفجره في وجه الاقليم والعالم مره اخرى فالمشهد امامنا خلال العشر السنوات الماضية اظهر لنا كم من الخلافات والتناقضات في الاقليم والعالم عند التعامل مع الأزمة اليمنية بسبب سؤا الفهم والتقدير.

- نسمع عن مفاوضات اقليمية واحيانا تشترك فيها قوى عالميه حول التسوية باشراك بعض الأطراف المنخرطة بالازمة واستبعاد البعض الاخر إذا فهمنا بان هذا التفاوض للتسوية بين الأطراف الشمالية شرعيه وانصار الله تحت اشراف اقليمي ودولي فهذا شيىء طبيعي ولا اعتراض عليه من ناحية الجنوب لأن الأزمة تخصهم كون انصار الله بالتعاون مع عفاش انقلبوا على الشرعية التي كانت تمثل المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للإصلاح وفي هذه الحالة غياب الجنوب شيىء مبرر فالأمر يستحق التفاوض لعودة هذه الشرعية إلى صنعاء اما ما يتعلق بالجنوب فالأمر مختلف فالتفاوض يجب ان يكون بين الشمال والجنوب وفق القرارات الدولية والاقليمية تحت اشراف اقليمي ودولي على الترتيبات النهائية لشكل العلاقة بينهما وهنا نود ان نلفت نظر الأطراف الاقليمية والدولية بان الجنوب تعرض لاحتلال في عام 94 م وكانت هناك معارضة خليجية لاحتلال الحنوب لفرض الوحدة بالقوة وهناك قرار اتخذ في قمة مجلس التعاون في أبها يونيو 94 م علاوة على قرارين لمجلس الامن بهذا الخصوص ولا زالا قيد الاجراء فانقلاب صنعاء عام 2014 م لا علاقة للجنوب فيه لا من قريب ولا من بعيد فالأزمة تخص تحالف الحكم في صنعاء وكان الجنوب ضحية لذلك الانقلاب من خلال تعرضه لغزو في مارس 2015 وكانت قوات الغزو تمثل تحالف عفاش مع الحوثي اي قوات الشرعية والدوله اليمنية وقوات الحوثي ودارت معارك في كل الحبهات بامتداد الحدود الدوليه بين الحنوب والشمال وحتى مدينة عدن شهده العالم اجمع وبفضل المقاومة الجنوبية والتفاف شعب الجنوب حولها وكذا دعم التحالف العربي تم تحرير الجنوب في ظرف ثلاثه اشهر فقط
ونحب نذكر الاقليم والعالم بان فقد الشرعية ممثله بحزب الاخوان المسلمين وبقايا حزب المؤتمر الشعبي العام قد سيرت قواتها في العام 2019م من مارب وسيئون تتقدمها طلائع القاعدة تحت مسمى عملية خيبر لاحتلال عدن وتم صدها على مشارف عدن اي ان الحنوب مستهدف في كلا الحالتين من التحالف العفاشي والحوثي وايضاً من قبل الشرعية حزب الإصلاح والاخوان المسلمين وبقايا المؤتمر الشعبي العام مما يعني ان الشرعية أقفلت موضوع عودتها إلى صنعاء واتجهت إلى عدن جنوباً وهنا نطرح السؤال على ماذا تبنى المفاوضات ان لم بكن الحنوب حاضرا كطرف رئيسي في المعادلة.

الشرعية وفق اتفاق الرياض منحت فرصة ذهبيه لاستعادة عاصمتها صنعاء واتخذت من عدن والجنوب مرتكزا لها لكنها فشلت في ادارة العمل العسكري باتجاه صنعاء ونجحت في حصار الجنوب في تضييق معيشته وتعطيل دفع المرتبات بانتظام وتعطيل خدمات الكهرباء في عدن والمحافظات الجنوبيه الاخرى ونشر الفساد والفوضى الادارية والمالية وهذه السياسة يعتبرها شعب الجنوب امتداد لنفس سياسة نظام صنعاء تجاه الجنوب منذ العام 94 م وهدفها وضع الحنوب رهينه لابقائه تحت عباءة نظام صنعاء حيث يتم الرهان من قبل الشرعية على ثلاثه عوامل الاول الحصار الخانق والثاني اطالة الزمن والثالث تشجيع المزيد من الانقسامات في الجنوب ونشر الفساد والفوضى الامنية والادارية والمالية.

امام هذا الوضع ينبغي على الانتقالي ان يستمع لنصائح الجنوبيين في تقدير خطورة الموقف فالجنوب يقف امام مفترق طرق فالوقت لا يسير لصالح الجنوب كما ان الانقسامات في المجتمع الجنوبي في ازدياد وتماهي البعض من الجنوبيين معها اضافة إلى الحصار الخانق للجنوب والذي يعتبر فوق طاقة الشعب الجنوبي فإعادة النظر في كل الخطوات وحسم الأمور وعدم الانتظار حتى عودة الشرعية إلى صنعاء فان عادت سيكون الفوت قد فات وستصبح قضية الجنوب مسالة محليه لا قيمة لها ولن يلتفت اليها احد.

قاسم عبدالرب العفيف
15/11/2025