آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


العبط الحقيقي ؛ طال عمرك !

الخميس - 09 نوفمبر 2017 - الساعة 01:33 م

سامي الكاف
بقلم: سامي الكاف - ارشيف الكاتب


العبط هو أن تصب جام غضبك على مدرب منتخب حاول هو ولاعبوه بذل ما باستطاعتهم بذله وفق إمكانات منتخب لدولة ترزح تحت وطأة حرب و تعيش منذ نحو ثلاث سنوات في ظروف غير طبيعية ولا حتى مواتية لممارسة الرياضة بشكل عام وليس كرة القدم وحسب؛ و تريد منهم أن يفوزوا على منتخب توفرت له كل الأمور المفترض توفرها في دولة مستقرة في كل شيء ، تريده أن يفوز، لمجرد انه تقدم بهدف في المباراة. في الواقع أن خسارة المنتخب السعودي لكرة القدم من نظيره اليمني هو الأمر غير المنطقي، على الرغم من أن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، لكنها مع ذلك تستند إلى منطق يحاكي العقل، العقل الذي يشير إلى أن عاطفة كثيرين لا تظهرهم عبيطين وحسب عندما يطالبون بما هو غير منطقي وفق ما تقدم من مقارنة بين وضعي منتخبين مختلفين في كثير من الأمور غير العادلة ؛ بل و تظهرهم في قمة السذاجة، طال عمرك ! ما جاء بعاليه ، مجرد عبط، يستطيع أي عاقل يحترم نفسه ، أن يميزه ، و يشير له ، لكن من أين له أن يفعل ذلك و هو لا يرى الا نفسه. حسناً.. ما هو العبط الحقيقي إذاً ؟ العبط الحقيقي أن تتهم المدرب بأنه مفلس من خلال تقييمك غير المنصف لعمله في مباراة واحدة أو اثنتين، دون أي إعتبار للظروف الذاتية و الموضوعية الخاصة بالمنتخب مدرباً و لاعبين ، و التي تحاكي العقل و المنطق ؛ و في عالم كرة القدم لا يحدث هذا الأمر التقييمي العبيط و على هذا النحو الساذج. لو هي بالأماني أو الدعوات أو استناداً إلى أنه لا يوجد مستحيل في كرة القدم كنا أحرزنا كأس العالم من زمان؛ استناداً إلى التشجيع اليمني الشهير : "ع يدّي الله جووول" ! المشكلة تبدو أفدح عندما تجد أن من عاث فساداً و تدميراً في كرة القدم اليمنية كلها و لسنوات طويلة بما فيه الكفاية ، و كأنها شركة خاصة به يتصرف بها كيف شاء أو رغب ، و لا يستطيع من يتصدر المشهد العبيط هذا ، نحو مدرب معروف ، أن يرفع سبابته في وجه عرّاب المشهد العبثي الفاسد الذي دمر كرة القدم اليمنية كل هذه السنوات الطويلة بما فيه الكفاية للتقييم المنصف و العادل و الشجاع بالضرورة ، و شهدت تحت قيادته أسوأ تصنيف في تاريخها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم ، و يقول له إلى هنا و كفى: إرحل ، فما بالك و يتجرأ ليقول انه مفلس.. !