آخر تحديث :الخميس - 03 أكتوبر 2024 - 02:31 م

كتابات واقلام


مارثون لحفظ الأمن في عدن

السبت - 30 يناير 2016 - الساعة 11:00 م

رعد الريمي
بقلم: رعد الريمي - ارشيف الكاتب


تختلف صور السباق في مدينتي عدن، وخاصة بعد تحريرها من أرجل الغاشمين، بأيادي النبلاء الأحرار الجرحى منهم والشهداء ، فمن سباق نحو أعمارها وتجميلها وتزينها ، وجعلها بهية ناعمة كما هي عليه مذ مئات السنين ، إلى سباق لدب روح النشاط فيها وإعادة جاذبيتها و حيويتها ، إلى سباق لإرساء قواعد الحكم فيها وجعلها منطلق الرشد بالوقوف مع قيادتها المحلية، الجاعلة من هذه المدينة أرض الحكمة والمنطق الرشيد، إلى سباق لإبقائها آمنه مطمئنة تلهم القاطنين فيها نبع السكينة وألق السرور ، والراسمة على شفاههم ابتسامات الدعة ورضى العيش فيها. فمن يطل على هذه المدنية من زاوية بانورامية في ساعتها الصباحية الباكرة، من على سماء أفقها الرحب في ساعاتها الأولى الطلالية يشاهد كل هذا الجمال المبهر، يشاهد زقزقة الطيور، وترحلها أسرابا من علالي المحمية الرابطة بين مدينة خور مكسر والمنصورة إلى بقية حدود هذه المدينة الآمنة . يدرك أن إلهام السباق بجمال في هذه المدينة ليس صنيع البشر فقط، وإنما أيضا صنيع ودأب الطيور فيها أيضاً فكل من فيها في سباق لجعلها المدنية الخالدة، ومع هذا السباق الطيوري الطبيعي ، تسعى له ثلة من الشرفاء بإقامة فعالية مارثونية في مدينة عدن ، القصد منها إرساء الأمن وتوطيد أرجاء الإطمانيه ، وزرع نبع الهدوء ،ورسم على جنباتها ألوان زاهي من معاني الاستقرار والآمان، وذلك بإقامة سباق مارثوني ينطلق من ساحه الشابات في خور مكسر وفي منتهاها ينتهي ، يشارك فيه كل أبناء هذه المدينة الحميمة، بكل أطيافهم وفئاتهم وشرائحهم وأشكالهم وأحزابهم وانتماءاتهم وأعمارهم ، مكونين بهذه المشاركة لوحة رياضية سباقية مارثونية تجسد معنى الحرية والأمن والأمان والراحة والاطمئنان، الرافضة لكل أشكال العنف والإرهاب الدخيل على هذه المدينة، والرافضة أيضا كل صور الترويع بكافة أشكاله وبمختلف صوره البشعة.