آخر تحديث :السبت - 20 ديسمبر 2025 - 01:45 ص

اخبار وتقارير


تقرير خاص : كهرباء عدن "الثقب الأسود"

الثلاثاء - 22 سبتمبر 2020 - 02:36 م بتوقيت عدن

تقرير خاص : كهرباء عدن "الثقب الأسود"

عدن تايم - خاص :




- الشرعية.. فساد يكتوي به ابناء عدن

- محطات توليد كهرباء عدن .. منظومة متهالكة منذ عشرات السنين

- تقاعس حكومي لإيفاء متطلبات كهرباء عدن

- عدن تايم ترصد رأي الشارع والاعلاميين الجنوبيين في تردي خدمة الكهرباء


في نهار إحدى حواري عدن والتي كانت تكتظ بالسكان، انطفأت الكهرباء فجأة وموجة الحر صارخة وأنفاس الناس تلتهب فاذا بهم يفترشون الأرض كعادتهم، هذه الصورة في عدن لم تستطع الحكومة منذ سنوات أن تقضي عليها أو تجد لها العلاج الشافي الوافي في حين يعيش وزرائها والمسؤولين حياة الرفاهية في فنادق الرياض والقاهرة وغيرها من أموال ثروات الشعب.


عدن وهي العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية التي باتت تنام في سبات عميق متجاهلة ماتمر به مناطق ومديريات عدن من تدهور غير مسبوق لخدمة الكهرباء.

في هذا التقرير نسلط الضوء على انقطاعات الكهرباء في العاصمة عدن والتي تتكرر كل عام وهذا العام بتزايد غير مسبوق دون اي حلول جذرية او حتى مؤقتة للحد من الأزمة التي اثقلت كاهل المواطنين.



*- جرعات مخدرة*

تشهد المؤسسة العامة للكهرباء بعدن مثلها مثل غيرها من مؤسسات الدولة في الجنوب تدهورا عاما ناتج عن جرعات مخدرة للحكومة الشرعية الحالية وللعقود الماضية من حكم علي عفاش.

وعود عديدة ضخمتها وسائل اعلام الحكومة بحل أزمة الكهرباء في المدينة منذ سنوات اثناء تواجدها بعدن ولم تنفذ اطلاقا، واشارت المصادر إلى أن هناك تجاهلا متعمدا من الدولة لحل ازمة الكهرباء في العاصمة عدن .


وقالت المصادر بان ما تشهده عدن من وضع كارثي على مستوى اغلب الخدمات الأساسية، يرجع بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، مشيرا الى ان انقطاعات الكهرباء مستمرة وفي تزايد منذ دخول فصل الصيف دون معالجات ملموسة من قبل الحكومة ولا الجهات المعنية ولم يلمس ثمارها المواطن البسيط حتى اللحظة.


*- منظومة متهالكة*

لايخفى على احد ان محطات توليد الكهرباء بات يلزمها صيانة فورية، ومحطات اخرى مهددة بالتوقف وبحاجة عاجلة إلى قطع غيار ، لأن توقفها يعني نقص في الطاقة التوليدية وهو مايفاقم الماسأة على المواطنين.

وعدن اصبحت اليوم بحاجة ماسة الى العديد من المشاريع وخاصة في مجال الكهرباء التي أصبحت شبكاتها متهالكة وغير قادرة على نقل التيار الكهربائي بشكل صحيح و التي انتهى عمرها الافتراضي وأصبحت تشكل عبئا كبيرا على السلطة المحلية لعدن.

وتبذل السلطة المحلية في عدن بقيادة المحافظ لملس جهودا كبيرة قوبلت بنكران من وسائل اعلامية معادية بالاضافة لتجاهل من الحكومة لتحسين مختلف الخدمات ومنها اداء المنظومة والمحطات التي باتت توصف(بالمتهالكة) في حين تسعى الحكومة لوضع المحافظ في موقف محرج امام الرأي العام.

واشار مختصون ومهندسون ان الحل لمعالجة المنظومة المتهالكة هو قيام الجهات المعنية برفع دراسات تشمل التكاليف اللازمة بالمشاريع العاجلة المطلوبة لعدن ورفعها للمعنيين ليتم إعتمادها بشكل فوري ، كونها من الاشياء الضرورية والملحة لمنع انهيار المنظومة الكهربائية.


*- نكران :*

شهدت العاصمة عدن هذا الصيف مشهدا تصعيديا ساخنا لقبته وسائل الاعلام المحلية "بالفساد المستشري" و "النكران" في حين ناشد مدير محطة الحسوة الحكومة وقوبل بالتجاهل، بينما كانت عدن اول محافظة تتحرر من الحوثيين وتعيد الكرامة لشرعية هادي التي تتجاهل معاناة عدن حاليا.

الفساد ونكران الجميل انتقده الإعلاميون والناشطون ودعوا للاحتجاج تنديدا بما اسموه باستهتار والاهمال للحكومة والعقاب الجماعي والفساد المتفشي.

ولم تسلم انتقادات الناشطين من محاولات التمييع السياسية، حيث حاولت جماعة الاخوان المسلمين عبر وسائل الاعلام من تمييع القضية وجعلها موجهة نحو الامارات العربية والمحافظ لملس والمجلس الانتقالي الجنوبي، ولكن تلك المحاولات تكللت بالفشل بعد اتضاح الصورة امام مختلف شرائح المجتمع بان المتسبب بها هي اطراف بالحكومة وتتعمد سرقة ثروات الجنوب وأبرزها النفط والموانئ البرية والبحرية وفي المقابل جعل المواطن الجنوبي يعيش في جحيم المعاناة .


*- رأي عام*

الدكتور حسين العاقل صرح ان : لوبي الفساد وعناصر الهيمنة والاستبداد في المؤسسة العامة للكهرباء بالعاصمة عدن يتحدون محافظ العاصمة عدن بكل صلافة وعنجهية واستهتار وذلك بافتعال أزمات انطفاء الكهرباء بصورة واضحة ومتعمدة ولساعات طويلة دونما خجل أو وازع من ضمير، وهذا يعني بأن لسان حالهم يقول سنجعل من تعذيب الناس ومعاناتهم وسيلتنا المناسبة للتحدي والابتزاز وافشال أي جهود لتطهير المؤسسة من عتاولة تركة نظام الاحتلال اليمني..

ودعا الاعلامي انس العوض الى سرعة انقاذ عدن من الوضع الكارثي للكهرباء وانه امرا ضروريا ويجب اعتبارها مدينة منكوبة، وذلك لما تشهده من وضع كارثي في الكهرباء وبات لايحتمل.

وقال المواطنين ان الوضع لا يطاق ولم يعد بمقدورنا تحمل هذا الحر أكثر من ذلك،و هناك أسرا ومرضى كبار السن نزحوا الى خارج عدن والى مناطق الأرياف الباردة.

ختاما، من يزور العاصمة عدن في الوقت الراهن وحل النهار سيكتوي بحرارة الصيف اما اذا حل المساء حتماً سيندهش وهي غارقة بالظلام إلا من أضواء خافتة مصدرها مولدات كهرباء خاصة ، فهل ستنظر الحكومة لهذه المشكلة وتبدأ بمعالجتها أم يستمر مسلسل الكهرباء بعدن كل صيف كعادته كل عام ؟..