آخر تحديث :الخميس - 07 نوفمبر 2024 - 12:02 ص

شهداء التحرير


الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد علاء الدين الحريري

الثلاثاء - 23 فبراير 2021 - 04:40 م بتوقيت عدن

الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد علاء الدين الحريري

كتب علي العبادي*

الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد ولدي وقرة عيني علاء الدين العبادي الحريري في مثل هذا اليوم جبهة الفاخر الضالع معركة قطع النفس.

ستتحول الذّكرى لقاموس يحتوي أقسى كلمات الفراق والشجن والدموع ويبقى الموت حاضرًا في كل الأوقات.

ولدي انا موقن أنك رحلت للآخرة أعلم أنك لا تسمعني ولا تصلك كلماتي لكني أحب أن أخاطبك وكأنك أمامي أحب أن أكتب إليك وكأنك تقرأ أحب أن أناديك، وأنتظر سماع صوتك وكأنك ستجيب ليس يأسا. ولا جنوناً لكني أحب أن أعيش حياة أنت فيها وكأنك موجود رحمك الله يا علاءالدين.

أبني الذي رحل إلى وطن النائمين طويلاً، و بقي كل شيء مختلف بعد رحيله يارب اجعله في الفردوس الأعلى عدد ما نبض قلبي شوقاً إليه.
انطفأ قلبي برحيلك يا أبني، القلب الذي كانت تملؤه السعادة، وبعد رحيلك لم يتذوق طعمهاً أبداً، الحزن على بيت خالٍ من نطق حروفك يا أبني. لم تكن أبنا"ً فقط كنت ولا تزال كل شيء،

ولكن بعد فاجعة الموت بموتك لن يشهد قلبي سعادة أبداً. أصبحت بعيداً عني أصبحت بعيداً عن أحلامي ولكن ما زلت متعرشاً في قلبي وعلى الناصية رحمك الله يا قطعة من قلبي. موت أي أحد من الأهل مؤلم جداً، إني أفتقدك بشدة ليس لها نهاية.
في كل ليلة أترك باب حلمي مفتوحاً فيا زائري أقبل فمرارة فقدك أذابتني، وقسوة موتك أنهكتني فيا رب بحجم شوقي لمن في رحابك من أهلي فاغفر لهم. ألا ليت الزمان يعود يوماً لأرى أبني، ألا ليت الزمان يعود يوماً لأقبلك ، ألا ليت الزمان يعود يوماً لأحتضنك ،، أعتذر إن أوجعتك بدموعي، دعوت الله كثيراً أن يرحمك، ونلتقي معاً في الجنة.

مؤلم عندما نرى والد شهيد ينثر أبلغ العبارات عن فذلة كبده ولكن القضاء والقدر لا منجا منه والوطن الجنوبي غالي. ويا ويل من ينسى مثل هذي الشباب الذي ضحو بأنفسهم من أجل حرية الوطن.

 من عنفوانية الشباب العظماء انموذجاً في جبهات الضالع

*السيرة الذاتية*

علاء الدين علي عبدالرحمن العبادي من مواليد العام 1996 في محافظة الضالع/جبل حرير / قريه الجوس، نشأ وترعرع في كنف أسرة فلاحيه مناضله ميسورة الحال مصدر دخلها الوحيد الزراعة وراتب والده المتواضع. والده الذي يعرفه الجميع الذي خاض معترك النضال السلمي في كل محافظات الجنوب. 
يعتبر علاء الدين اكبر إخوته إضافة إلى بنتين وولد آخر شقيق الشهيد، 
 بدأ علاء يكبر ولديه أحلام كأي شاب في هذا البلد البائس المدمر للأحلام والمخيب للآمال، أكمل تعليمه الأساسي في مدرسة القادسية/ حرير، وكان  يحصل على المركز الأول ابتداء من الصف الأول إلى الصف التاسع ونتيجه لتفوقه الدراسي قرر والده السفر إلى المملكة العربية السعودية ليجعل ابنه يحقق طموحه في مواصلة التعليم الثانوي والجامعي انتقل علاء بعد ذلك إلى مرحله الثانوية العامة في (حبيل الريدة) مدرسه الشهيد: (صالح قاسم النموذجية)؛ فجمع علاء بين تفوقه العلمي والعمل فكان في اجازاته يقوم بالعمل لأجل الحصول على لقمة العيش ليساعد والده في جزء من نفقات ومصاريف الأسرة ، وبعد إنتهاء تعليمه الثانوي وحصولة على درجه الامتياز في الثانويه العامه بمعدل 96؛ قرر علاء الالتحاق بالتعليم الجامعي كأي شاب يطمح في نيله شهادة البكالاريوس والدراسات العليا، قرر علاء التسجيل بكلية الصيدلة/جامعة عدن؛ على نفقة والده اجتاز السنة الأولى في الكلية وفصل أول من سنه ثانية؛ ثم بعد ذلك قرر ترك الجامعة لأسباب خاصه كان يعاني منها وضغوطات نفسيه، وعاد إلى العمل العضلي في حرير منها رصف النقيل و الطريق التي داخل قريته، ومع مرور فترة قصيره، سمع بالغزو الحوثي على الضالع ثم قرر علاء الذهاب إلى الجبهة ومعه رفاقه المقاومين حمل سلاحه الشخصي وتوجه إلى الجبهات الأماميه كمتطوع ثم التحق بالكتيبة الأولى حزام أمني المرابطة في جبهات الحدود مع قائده الشهيد زياد شايف الحريري، والذي هو من نفس القرية ، ونتيجة لذكائه الخارق وشجاعته وسرعة بديهته تعلم من الشهيد علي حنش كيفية نزع "الألغام" فكان كاسح ألغام بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، وبعد استشهاد القائد زياد وعلي حنش استمر علاء مرابطاً في جبهات الضالع في الخطوط الأمامية وكان كرجل عسكري اكتسب الفنون الحربية من ميادين القتال، إضافة إلى خبرته في  نزع الألغام.
كان دائما في المقدمة لايهاب الموت منذ اندلاع شرارة الحرب على الأخيرة على الضالع، هو وكل رفقائه الأبطال، كما كان الوحيد الذي لا تتجاوز إجازته مع أسرته يومين فقط.
أدمن ساحات القتال والنزال، وعشق الجبهات .. حتى اتته رصاصة غادره من قناص حوثي لعين بعد انتهاءه من صلاة ركعتين لله في وقت الضحى؛ في جبهة الفاخر رصاصه اُطلقت باحكام على قلب علاء لتنهي مسيرته الكفاحية الحافلة بالعطاء والتضحيات. 
رحل علاء مقبلا غير مدبرا شهيدا بإذن الله ، ليلحق بركب إخوانه الشهداء زياد وعلي حنش ورمزي الراعي .
في يوم الأحد الموافق  23/2/2020 كان موعد علاء مع الشهادة واختتام مسيرة حياته النضالية  في موقف مشرف ونظيف. 
 طبت يا علاء حيا وميتا، وسلام عليك يا أنبل الشباب في الأولين والأخرين. 
جعل الله الجنة مثواك ورزقك فيها من أي الحور العين تشاء، وما تلذ وتطيب نفسك .

حسبنا الله ونعم الوكيل
*والد الشهيد