آخر تحديث :الإثنين - 28 أبريل 2025 - 01:22 م

ثقافة وأدب


الموسيقى..وتأثيرها النفسي

الثلاثاء - 03 أغسطس 2021 - 05:25 م بتوقيت عدن

الموسيقى..وتأثيرها النفسي

أحمد الجعشاني

قد تتحرك المشاعر  والأحاسيس .. عند سماعك للموسيقى .. في لحظات من الصفاء والوئام .. أو حتى في حالة من التأمل والنرجسيه .. وهي تجذبك  الى حياة أخرى .. قد تتخيلها في عقلك الباطن .. وفي أحيان كثيرة، قد يتجلى ذلك الاحساس المرهف، حين تطرب الموسيقى، نغمات ساحرة تحرك  الوجدان، وتفيض فيه المشاعر .. في تناغم رائع بين نغمات الموسيقى، وهي تطرب الأذان، وذلك الانطباع الحسي والنفسي .. ولحظات  الاندماج .. والطرب بين مشاعر  الحزن و الفرح .. في تجسيد حسي رائع .. وتفاعل روحي .. بين الموسيقى  والجسد .. 

وأن كان المكان او المدينه مثل (عدن) .. قد ارست الملامح الشرقيه في وجداني ومشاعري  .. من اصالة الموروث الشعبي .. من الفلكلور الشعبي المتوارث من  جيل الى جيل .. كانت الموشحات الصوفيه .. والتراتيل الدينيه في المساجد الصوفيه .. اضافة نوعيه تغزو  الى مسامع وجدان  ذلك الطفل الصغير ... في صور  وجمل  موسيقيه مثل تلك الاهازيج الرمضانيه وحلقات الموالد المحمديه .. 


و للموسيقى معي حكاية .. كانت في مستهل العقد الأول من العمر، وفي بداية اشراقتي للحياة .. غزة الموسيقى حياتي،وان كانت الاغنيه هي الدندنه السمعيه الاولى ..  وعبد الحليم حافظ هو من استهواني، وتفتحت فيه مسامعي وإدراكي للموسيقى ..  مثلي مثل ذلك الجيل، في بداية السبعينات، تأثرنا بالعندليب الأسمر وبأغانية .. وهنا بدأت رحلتي الطويلة مع الموسيقى، تتسع وتتنوع بداية بسيد درويش الذي أعاد الموسيقى العربية مكانها . ... وتظل  موسيقى درويش مرحلة جديدة ومتطورة للموسيقى العربية . . ومن بعدها عبد المطلب وأم كلثوم وفيروز وماجدة الرومي ... وتأثرت أيضا برواد الأغنية في عدن ... مثل بامدهف، وباجنيد، وخليل، واحمد قاسم، ومحمد سعد، والزيدي، والمرشد..

والموسيقى هي لغة الزمان والمكان .. أو بمعنى آخر، موسيقى الشرق قد تختلف عن موسيقى الغرب .. وللموسيقى لغة ولكل شعب لغته وموسيقاها، وقد تختلف احيان من منطقة إلى أخرى .. وفي البلد الواحد كما هو عندنا .. نجد تنوع اللون في الاغنيه والموسيقى .... مثل اللون الصنعاني المتميز، واللون اللحجي، والحضرمي،والعدني وألوان أخرى...

ولهذا نجد في الغرب، الكثير من الموسيقى..

بألوانها المختلفة، مثل الفالس، والبلوز، والجاز، والروك، وغيرها، وتطورت الموسيقى.. مع تطور البيئة في المكان والزمان، اضافة الى تطور الآلة الموسيقية، مثل الالات النفخ النحاسية وأجهزة الموسيقى الكهربائية، كل ذلك كان له التأثير على الموسيقى وعلى الأغنية، ولعل ما أثر  سلبا على الأغنية والموسيقى، هو اختفاء اغاني الطرب والموسيقى الكلاسيكية، التي كانت سائده فيما مضى، واحتلت مكانها الأغنية الإيقاعية السريعة، الا اني لازلت استمع و استمتع للأغاني الكلاسيكية، والموسيقى الكلاسيكية في الوطن العربي مثال فيروز وأم كلثوم  ... وقد يختلف الكلاسيك الاغنيه العربيه، عن الغربي مثلا .. في اغاني العربي الكلاسيكية .. قد تستمع وتشعر بالطرب فتطرب الوجدان والإحساس، بينما الكلاسيكي الغربي، هو موسيقى هادئة وتستولى على العقل ، وايقاعات متضادة أو متوافقة في أن واحد مع اللحن ..  مثل موسيقى موتسارت، وباخ، تشايكوفسكي، ولعل من أعظم المقطوعات الكلاسيكية هي( قصة حب، love story) لفرانس لأي.. (والاب الروحي the  godfader نينو روث)، والرائعة مونامور الاسباني جواكيم رودريغو  ... وتعتبر( بحيرة البجع) تشايكوفسكي و(دون جوان) لموزارت من الأعمال الكلاسيكية الخالدة...

وتعتبر الموسيقى الكلاسيكية الحان خالدة لكل زمن ومكان  ونغمات عميقة بإطلالة روحية وتركيب نفسي في طرب روحي، وجسدي معا...

ولكن يظل السؤال هل للموسيقى تأثير نفسي.. على الإنسان..؟ أم هي مجرد انفعالات ... وهل فعلا تغير من السلوك الإنساني ؟؟

لان هناك الكثير أيضا.. من المقطوعات الكلاكسيه، الذي يستخدمها بعض الأطباء في العلاج النفسي والجسدي..

ولعل الكثير من العلماء ..  قد استخلصوا أن الموسيقى، تساعد على الاسترخاء، والتخلص من الضغط، والجهد النفسي للإنسان... وهو ما يسمى العلاج بالموسيقى...!

ويقول أحد علماء النفس .. أن تفاعل الموسيقى مع الدماغ ..أعمق بكثير من أن يعرف...!!!

لهذا تظل الموسيقى، لغز كبير .. حير الكثير من العلماء .. وذلك لتأثيرها النفسي والجسدي على الإنسان...!!