آخر تحديث :الأربعاء - 09 أكتوبر 2024 - 02:42 ص

ثقافة وأدب


الحقيقة المُحرَفَة باعتدال هي أخطر أنواع الباطل

الجمعة - 04 فبراير 2022 - 04:31 م بتوقيت عدن

الحقيقة المُحرَفَة باعتدال هي أخطر أنواع الباطل

ناصر بحّاح

منذ سنين قليلة مضت ،وانامازلت أردد بيني وبين نفسي هذه العبارة،خاصة إذا ماحضرت المناسبة لاستعادة مثل هذا القول الحكيم الذي جاءني بمثابة إهداء خاص من كتاب (حضرموت بين القرنين الرابع والحادي عشر للهجرة) لمؤلِفه الباحث الجرئ الجسور،والمؤرخ الفذ قريبي، وأستاذي (بحرالعلوم) الأستاذ سالم فرج عوض مفلح أبومفلح الديسشرقي ثم الحضرمي،هذا الكتاب جاء حقاً ليسد فراغاً طال شغرُه ليس في المكتبة اليمنية فحسب ،وإنما العربية أيضاً، ولكم رجوت أن توافيني الفرصة للكتابة عن الكتاب والكاتب ،لكني أقول الآن،و لوإلى حين أن هذا الكتاب خليق بالقراءة والدراسة والتعليق والتناول العلمي والتداول المعرفي ليس لسبب من موضوعه الذي ظل طويلاً مسكوتاً عنه ولكن إلى ذلك لإجتراح صاحبه منهجية في الدرس التاريخي لافتة للانتباه جديرة بالعناية ،ففضلا عن المنهج التاريخي التحليلي الذي تقتضيه طبيعة الموضوع المبحوث،فقد إنتضىٰ الباحث منهجاً تكاملياً لبحثه،بدءاً( بالديكارتية) الباحثة عن استنطاق الحقائق التاريخية وعدم التسليم بالمسلَم به والركون الى الثوابت التقليدية المتوارثة،بل هزها هزاً عنيفاً،يكون معه القول ممكناً تجاه كل الطواطم والتابوهات المغلقة المنغلقة الدائرة في فلك التقليدي والكلاسيكي من الفكرالموروث،ومروراً بالمنهجية الاستقرائية كلما دعت الحاجة البحثية ذلك،وليس انتهاءً بالقرائية الجمالية متى كانت النصوص الشعرية شواهد ابداعية دالة على أحداث ووقائع تاريخية ومواقف فكرية ومعتقدية معينة.. .،الكتاب موضع الاشارة يستحق القراءة،كما يستحق مني العودة للمزيد من التعليق عليه،وهذا ماارجوه،حتى لانعيش على الدوام،في أسْرالحقائق المُحَرَفة باعتدال والتي هي أخطرأنواع الباطل ،كما جاء في إهداء صاحب الكتاب في النسخة التي أهدانيها!!

#اعلاه كان ماكتبته نصاً وحَرْفاً حين صدور كتابه الأول في العام2007م.
#وفي بداية العام الماضي 2021أتبَعَ الراحل الكبير مشروع رؤيتهِ عن فكرة الهوية بكتاب آخر يتحدث فيه عن فكرة استلاب الهوية، وخاصة (الحضرموتية) المخطط لها -حسب تأكيده بمنهجية من قِبل الاستعمار البريطاني!!

#لقد أراد الباحث والمفكر الجسور الراحل عنا بغتةً بالأمس، والأمس فقط أن يتقدم بمشروع رؤية للناس -حسب تعبيره-عن كيفية استعادةالهوية بأبعادها التاريخية، -السياسية-والجيو سياسية،، والزمكانية والاجتماعية،، وما يتصل منهابعبقرية المكان والزمان، وماينتج عنهمامن تآصر، متين يجعل من المستحيل سلب الهوية وما(حضرموت) بمجرد مكان، بل هي مركز متقدم وفاعل في الهوية العربية، والأسلامية، بل، والإنسانية، وهذا ما سأحاول عرضهُ لاحقاً.
لكَ الرحمة، ولروحكَ السلام،، ولرؤيتكَ الخلود، أيها الراحل الغالي، الباحث والمفكر الأستاذ:!سالم فرج مفلح.
(ن.بحَّاح).