آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 03:46 م

تحقيقات وحوارات


مستشفى الصداقة بعدن.. نهوض من تحت الركام واستعادة مجده التليد في فترة وجيزة

الأحد - 03 أبريل 2022 - 10:51 م بتوقيت عدن

مستشفى الصداقة بعدن.. نهوض من تحت الركام واستعادة مجده التليد في فترة وجيزة

لقاء خاص - عدن تايم / صديق الطيار

يقع مستشفى الصداقة التعليمي العام في شمال غرب مديرية الشيخ عثمان وبالقرب من مديريتي المنصورة ودار سعد بالعاصمة عدن..

بُني مستشفى الصداقة بتمويل من الاتحاد السوفيتي (سابقا) في عام 1977م، وعلى مساحة تقدر بـ (90.000) متر مربع تقريباً..

ويعد مستشفى الصداقة أكبر المرافق الصحية في عدن سواء من حيث المبنى والمساحة أو من حيث نوعية الخدمة الصحية التي يقدمها للمرضى، وهو من المؤسسات الصحية التي لها باع طويل في تقديم الخدمات الصحية على مر عقود من الزمن رغم كل الصعوبات والتحديات التي يواجهها في ظل الظروف التي يمر بها الوطن عموماً وعدن على وجه الخصوص.


*اهتمام كبير*

وحظي مستشفى الصداقة باهتمام كبير خلال السنوات الماضية من قبل الحكومة والسلطات المحلية في عدن ومساندة المنظمات والمؤسسات الداعمة للجانب الصحي، نظراً لما يقدمه من خدمات طبية كبرى رغم كل الظروف التي يعاني منها القطاع الصحي في البلاد عموماً وعدن بصفة خاصة.

وبهذا الخصوص تبذل إدارة مستشفى الصداقة التعليمي العام الحالية ممثلة بالدكتورة كفاية الجازعي مدير عام المستشفى جهودا كبيرة من أجل الارتقاء بهذا القطاع الحيوي الذي يمثل أمناً وطنياً، من خلال جعل الرعاية الصحية فيه أسلوب حياة لدى جميع المواطنين..

*النهوض بالمستشفى*

ورغم الكثير من التحديات والصعوبات التي تواجهها والمتمثلة بنقص الكوادر المؤهلة، إلا أن الدكتورة الجازعي استطاعت النهوض بهذا الصرح الطبي وافتتاح وتأهيل الكثير من المشاريع الحيوية فيه لتقديم الكثير من الخدمات الطبية والرعاية الصحية للمواطنين على أكمل وجه.

*جهود جبارة*

من خلال زيارتنا للمستشفى والتجول في أقسامه وأروقته لمسنا أن هناك جهوداً جبارة تبذلها مدير المستشفى الدكتورة كفاية الجازعي استطاعت من خلالها الارتقاء بالمستشفى وإحداث نقلة نوعية كبيرة فيه لتقديم خدمة طبية متميزة للمرضى، ليس فقط من أبناء محافظة عدن بل لجميع المرضى الذين يرتادونه من المحافظات المجاورة كمحافظات لحج وأبين والضالع، كما أنه يستقبل المرضى القادمين من المخا ومن بعض المناطق الشمالية، وأيضاً النازحين من شتى مناطق البلاد الموجودين في عدن وفي المحافظات المجاورة.. متحدية بذلك كل الصعوبات والتحديات الماثلة أمامها.

*العمل على قدم وساق*

وفي لقاء صحفي خصت به موقع "عدن تايم" تحدثت الدكتورة كفاية الجازعي مدير عام مستشفى الصداقة التعليمي العام عن مشاريع وخطط تأهيل المستشفى وفقاً لمعايير الرقابة والجودة الخاصة بالمنظومة الجديدة، إلى جانب العديد من برامج التدريب وتأهيل الأطقم الطبية والإدارية فيه لرفع كفاءتها بما يضمن تقديم خدمة طبية متميزة للمرضى.

*"الإصرار على النجاح"*

وأكدت الدكتورة الجازعي أن
العمل يجري على قدم وساق لتطوير المستشفى ورفع كفاءته لتحقيق حلم أبناء محافظة عدن والمحافظات المجاورة فى التغطية الصحية الشاملة..
وأشارت إلى أن من أهم العوامل التي مكنتهم في الارتقاء بالمستشفى وتطوير خدماته هي "ثقتنا بالله وأن عدن تستحق الأفضل، وأن مستشفى الصداقة هذا الصرح العظيم الذي تعلمنا فيه من حقه أن يعاد مجده وأن تعود ثقة المواطن فيه..
كذلك وضوح الخطط والإصرار على النجاح
وسياسة أن نوضح الرؤيا للوزارة والمحافظة، وأن نكون على وضوح كامل بأن المواطن بحاجة للجميع وأننا لن نستطيع التطوير بدونهم كانت من أبرز العوامل للنجاح والوصول إلى هذه النتيجة..
ومن ذلك أيضا الشفافية مع المنظمات، والنزول الميداني معهم لاستعراض احتياجات المستشفى..
فحتى ننجح لابد أن نوضح أين نقاط الضعف التي كانت ومنها بدأنا"..

*15 مشروعاً تطويرياً*

مؤخراً تم افتتاح 15 مشروعاً تطويرياً للجانب الخدمي في المستشفى، والتي تعد رافداً قوياً للخدمة الطبية والعلاجية فيه، ثلاثة من تلك المشاريع بتمويل منظمة اليونيسيف، وهي: (مشروع تأهيل الاستقبال لمبنى أقسام الأطفال، مشروع توريد وتركيب شبكة أوكسجين لقسم إنعاش الأطفال، مشروع توريد وتركيب وتشغيل جهاز الإيكو).. بينما 12 مشروعا بتمويل ذاتي من مستشفى الصداقة التعليمي العام الذي صار مستشفى محوريا يقصده المرضى من عدن ومن المحافظات المجاورة، وتمثلت تلك المشاريع الـ 12 في الآتي:
- مشروع تأهيل غرفة جهاز الإيكو.
- مشروع مشروع تأهيل وتوسعة السعة السريرية لقسم إنعاش الأطفال.
- مشروع تأهيل مركز التعليم الطبي المستمر وقاعة الفقيد د. عادل السراري.
- مشروع تأهيل عيادة الأسنان توريد وتركيب وتشغيل جهاز أسنان جديد.
- مشروع توريد وتركيب وتشغيل جهاز كوباس للمختبر العام.
- مشروع تأهيل مختبر الطوارئ العام.
- مشروع تأهيل صيدلية الطوارئ.
- مشروع توريد وتركيب وتشغيل الانظمة الإلكترونية (يمن سوفت) لعدد ثلاثين نقطة مع كافة ملحقاتها من الشبكة والسرفرات واجهزة الكمبيوترات.
- مشروع بناء وتشييد مبنى لبطاريات الطاقة الشمسية.
- مشروع تأهيل باصين قديمين (مرسيدس) إسعاف نيسان نقل أطباء.
- مشروع توريد باص (هايس) جديد (12 راكب) لنقل الموظفين.
- مشروع تأهيل مكاتب وأقسام وصالة الإدارة العامة.


*"المواطن يستحق الرعاية والاهتمام"*

وحول افتتاح تلك للمشاريع أضافت الدكتورة كفاية الجازعي مدير عام مستشفى الصداقة التعليمي العام في حديثها لـ "عدن تايم": "نحن سعداء جداً بهذه الإنجازات التي نقوم بها في مستشفى الصداقة، والتي تنبع من روح وحب لهذا الوطن ولعدن على وجه الخصوص.. المواطن يستحق منا كل جميل، يستحق الرعاية والاهتمام، خصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة الحالية والغلاء الفاحش الذي يعانيه المواطن في مقومات الحياة"..

*3 مشاريع لليونسيف*

واستطردت الدكتورة الجازعي بالقول: "بالنسبة لهذه المشاريع، الثلاثة الخاصة باليونسيف هذه المشاريع نحن الذين طلبناها من اليونسيف، وتم إعداد الرسومات الكاملة منا، وبعد ذلك بدأنا بترويجها في المنظمات، وتمت الاستجابة ولله الحمد.. عملنا متابعات مستمرة حتى تأخذ المشاريع الضوء.. ومن ضمن المشاريع الاستقبال الذي كان معدوما تماماً في المستشفى، وكان المواطنون يدخلون إلينا من أبواب متفرقة، وتضيع علينا الاحصائيات، وأيضاً كان المواطن يتوه ولا يدري إلى أين يتجه، وبعمل الاستقبال وحدنا الاتجاه وجعلناه اتجاها واحدا".

*12 مشروعاً تمويل ذاتي*

وأضافت: "أما المشاريع التي هي تمويل ذاتي من المستشفى فأدخلنا النظام الإلكتروني في المستشفى وشبكة الكترونية متكاملة من الكمبيوترات ومن النظام، هذا النظام يشمل أيضا المخازن والمختبر والصيدلية وجميع ما هو متعلق بالإيرادات أو الموازنة بالنسبة للمستشفى..
عملنا على هذا النظام حتى يكون عملنا بشفافية، وحتى نكون قويين في اتخاذ القرارات والإجراءات الإدارية الحاسمة.".

*"السعة السريرية لا تكفي"*

وأردفت الدكتورة كفاية الجازعي لـ "عدن تايم" قائلة: "المستشفى يعمل بوتيرة عالية، لكن نحن نواجه صعوبة في إغلاق المستشفيات في المحافظات المجاورة، فنضطر لاستقبال الحالات القادمة من المحافظات الأخرى"..

وقال أيضا: "عندنا أيضا مشكلة السرير، عندنا ثلاثة مرضى على سرير واحد، مثلا في الحضانة والأقسام السعة السريرية فيها امتلأت، حيث نضطر أحيانا لعدم استقبال المرضى لأن السعة السريرية اكتملت، وفي قسم النساء والولادة هناك نساء تولد على الأرض".

*فتح الأقسام المغلقة*

وقالت الدكتورة كفاية الجازعي ايضاً : "كما أننا نسعى لإعادة فتح الأقسام المغلقة في النساء والولادة.. لكن المستشفى قد يكون هشاً على مستوى عمر إذا لم يجد التأهيل الصحيح بالنسبة له.. مبنى النساء والولادة مهيأ للسقوط، ولكن سعينا وبكل قوة عبر مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في اليمن (يونبس) UNOPS للتدخل في مبنى النساء والولادة، كان التقرير أن المبنى غير مؤهل لأنه فيما بعد عمره الافتراضي لن يكون قويا، لكن أوجدنا لهم مكانا آخر في المستشفى، هذا الموقع مرهون لمدة عمر، وأكدنا لهم عبر مراسلات حثيثة ومقابلات عن طريق الزوم أننا بحاجة لهم، لأن المستشفى محوري يقصده المرضى من عدن ومن المحافظات الأخرى، فصعب جدا أن يغلق قسم النساء والولادة أو أنه في يوم وليلة يُهد وتكون هناك كارثة بالنسبة للطاقم ولعدن والمحافظات المجاورة، وليس لهم ملجأ آخر يلتجئون إليه..
فعملنا مذكرة كانت فيها نوعا من الاستغاثة والاستنجاد بأننا بحاجة لكم فكان المشروع الألماني طبعاً مشروعغطا قويا سيدخل في قسم النساء والولادة، وبإذن الله تم قبول الطلب بمراسلات مع الوزير".

*"مستشفى بطراز عالمي"*

ومضت الجازعي قائلة: "حالياً عملنا إسقاط والفريق سينزل وسنعمل القسم بطراز مستشفى عالمي مثلما كان سابقا الذي عملوه الروس.. نتمنى الآن الألمان يدخلون معنا في قسم النساء والولادة ويكون مشروعا ضخما جدا يجد النور، لا نعلم متى سيتم لكن بإذن الله لنا جلسة مع الفريق الهندسي".

وأردفت: "طبعاً (ينوبس) هي منظمة قوية جداً خصوصا في الانشاء الهندسي والتأهيل، وسيكون قسم النساء والولادة إن شاء الله مشروعا كبيرا ليس فقط من ناحية البنية وإنما أيضا في التجهيزات، وستكون هناك مصاعد وأشياء أخرى بالنسبة للمبنى، وستحظى عدن والمحافظات المجاورة بمشروع ضخم".

*مناشدة لتوظيف المتعاقدين*

وقالت: "ولكن نتمنى أيضاً الدعم بطاقم يغطي الاحتياجات بالنسبة للمرضى، لأنه ما ينفع نهتم بالمبنى والتجهيزات والطاقم غير موجود، على الأقل العمل على توظيف المتعاقدين، تقريبا المتعاقدون المتواجدون حاليا في المستشفى وصلوا إلى أكثر من 400 شخص، فقط هذا الكادر الفني ناهيك عن كادر المطبخ وكادر الحراسة والنظافة وغير ذلك".

*"الجميع متعاون معنا"*

وأشارت الدكتورة كفاية الجازعي مدير عام مستشفى الصداقة التعليمي العام بعدن إلى أن "دخول فحص الـ (پي سي آر) بالنسبة للمسافرين أوجد لنا إيراد، هذا الإيراد ساعدنا لنعمل مشاريع كثيرة، أيضا باصات الإسعاف هذه كانت بتوجيهات من المحافظ، كانت الاستجابة قوية من سيادة المحافظ..
صراحة الجميع متعاون معنا الوزير والمحافظ والسلطة المحلية في أشياء كثيرة،
قد يكون لأنهم يرونا نعمل على أرض الواقع، ومثل ما قال الأخ المحافظ بأني كثيرة الإلحاح..
صراحة نحن نشتغل على الواقع وهم يسندوننا بقوة، لأننا جميعا هدفنا واحد وهو خدمة المواطن الضعيف الذي لا يجد المال ليتعالج في المستشفيات الخاصة".

ودعت الدكتورة كفاية الجازعي جامعة عدن عبر "عدن تايم" إلى التعاون مع المستشفى في حث الطلاب على التطبيق العملي والتشديد على الالتزام بالنوبات في الطوارئ كجانب تعليمي.

*"شكراً للجميع"*

وفي ختام حديثها لـ "عدن تايم" تقدمت الدكتورة كفاية الجازعي بالشكر والتقدير إلى طاقم المستشفى "الطاقم المتحمل العبء الكبير الذي عليه، الطاقم الذي يحاول أن يزرع الخير على أرض الواقع رغم التحديات التي يواجهها..
أشكر الوزير الذي لا يرفض لنا أي طلب كمستشفى مرجعي، كما أشكر محافظ عدن الذي هو الآخر لا يرفض لنا أي طلب، وهو واقف معنا وبقوة".
وقالت: "نحن لدينا جنود مجهولون أيضا من فاعلي الخير.. تقريبا الكل هنا متعاون معنا، وتم حل الإشكالات والفجوات التي كانت متواجدة وصرنا فريقا واحدا..
نحن لسنا وحدنا، نحن نعمل وخلفنا الكثيرون ممن لا يروق لهم الظهور على الواقع..
نحن سعيدون بهذه النتيجة التي ترونها، ولكن أيضا نطمح إلى الأفضل.. نبتعد عن التناحرات وعن السياسات لأن هدفنا واحد وهو الجانب الصحي وكيف نخدم المواطن".