آخر تحديث :الثلاثاء - 08 أكتوبر 2024 - 09:35 ص

ثقافة وأدب


غني يا "ماكرون"

الأحد - 28 أغسطس 2022 - 01:38 م بتوقيت عدن

غني يا "ماكرون"

عاد نعمان

عاد نعمان "عاد سامية"

لا أعلم إن كنت أحب أو أكره الرئيس الفرنسي السيد/إيمانويل ماكرون؛ أو حتى أني معجب به؛ ولا أتتبع أخباره؛ ولا تشدني خطاباته وتدويناته على المنصات؛ لكن يلفتني ذلك الجانب ريما الأجمل في شخصه؛ بإبدائه الاهتمام المتقطع والمتباعد بالفن؛ خاصةَ الموسيقى؛ تحديداَ الغناء؛ وحرصه على مبادرات التقدير والإعجاب تجاه أهل وصُناع المغنى؛ التي تنتهي بتعبير عن سعادته بها ورصد وسائل الإعلام لها.

مطلع سبتمبر 2020م؛ توجه "ماكرون" فور وصوله العاصمة اللبنانية بيروت؛ لزيارة جارة القمر وسفيرة النجوم السيدة/فيروز في منزلها؛ وأعرب لها عن تأثره بها وإعجابه بأغانيها؛ وكرمها بِ "جوقة الشرف" أعلى وسام رسمي في فرنسا.

نهاية إبريل 2022م؛ وجه "ماكرون" كلمة تحية وشكر لمغنية الأوبرا المصرية/فرح الديباني؛ بعد مصافحتها وتقبيل يدها؛ عن تكرمها بتادية النشيد الوطني الفرنسي؛ عقب خطابه عن الإنتصار بالإنتخابات الرئاسية الفرنسية؛ وفوزه بولاية ثانية.

نهاية أغسطس 2022م؛ حل "ماكرون" ضيفاَ في مقر شركة إنتاج موسيقى الراب الشهيرة "ديسكو مغرب"؛ وأقتنى أشرطة كاسيت وأسطوانات أغاني راب؛ وألتقطت صورة تذكارية مع المنتج الفني/بوعلام بن حوة؛ مؤسس الشركة.

"ماكرون" ليس أقل ذكاءَا من بقية ساسة العالم وقادة الدول الكبرى؛ بمعرفة قيمة الفن ودور أهله والتأثير الذي يلحق بالجمهور؛ خاصةَ في دول رزحت تحت الإحتلال الفرنسي؛ ولا يمكن الغوص في نفسه لاكتشاف صدق نواياه أو إدراك أن له مآرب تتوارى خلف إحتكاكه بالوسط الفني ونجومه.

ربما كان "ماكرون" محظوظاَ بإعادة إنتخابه رئيساَ لفرنسا؛ ولكنه ليس كذلك مؤخراَ؛ مع حالة التوتر التي تعيشها بلاده وتعصف به؛ خاصةَ في المشهد السياسي؛ ملقيةَ بحجار عثرة في طريق مواصلة حكمه دون مشاكل؛ لذلك قد يكون أفضل السيناريوهات أمامه مغادرة قصر الأليزيه؛ ومحاكاة ميول أصيله في ذاكرته؛ بإقتحام عالم صناعة الموسيقى؛ كمنتج أو مغني؛ أو مالك متجر/كافيه يبيع/يدير الأسطوانات الغنائية.

في كل الأحوال؛ على "ماكرون" أن يكون ممتناَ بما يكفي ويزيد عن الدور الذي لعب في إهتماماته وحياته؛ من قصة حبه غير العادية .. سيدة فرنسا الأولى .. معلمته مادة الأدب في مرحلة الثانوية؛ زوجته السيدة/بريجيت ماري كلاود ماكرون.