آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

عرب وعالم


الألغام.. شبح يهدد السوريين العائدين لديارهم

الأربعاء - 07 سبتمبر 2022 - 03:10 م بتوقيت عدن

الألغام.. شبح يهدد السوريين العائدين لديارهم

عدن تايم/سكاي نيوز:

رغم توقف المعارك في المدن السورية، إلا أن تبعاتها لم تتوقف عن حصد أرواح المدنيين. وتعد الألغام من أشد مخلفات الحرب خطورة التي تهدد حياة المدنيين وتعرقل عودة النازحين لمنازلهم.

وسقط 4 أطفال أشقاء، الاثنين، في انفجار لغم داخل منزل في بلدة بنش شمال شرقي مدينة إدلب، بعد انتقالهم مع أسرتهم النازحة إلى المنزل الواقع شمال غربي سوريا، منذ أسبوعين.

ولم يكن هذا الحادث هو الأول خلال العام الجاري، حيث قتل 11 مدنيا من بينهم نساء وأطفال وجرح أكثر من 30 شخصا في يونيو، عقب انفجار لغم بشاحنة صغيرة بريف درعا الشمالي، جنوبي سوريا.


وقتل 29 مدنيا من بينهم 12 طفلا وجرح 29 آخرين في انفجارات ألغام خلال مارس، وسقط 33 آخرين من بينهم 16 طفلا وجرح 37 خلال فبراير.

وتسببت الألغام الكامنة في الحقول والطرق والمنازل، في سقوط 124 شخصا، منذ مطلع العام الجاري.

معضلة شائكة

الأزمة في ملف الألغام تكمن في مطالبة بعض الدول في الوقت الراهن، بعودة النازحين السوريين إلى ديارهم.
يعد النازحون من الفئات الأكثر عرضة لمخاطر الألغام، إضافة إلى العاملين بالزراعة والمجال الإنساني وطلاب المدارس والعاملين في البناء.
في 23 أغسطس، شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على إجراء تقييمات للوضع في سوريا لعودة النازحين.
في 16 أغسطس، أعلن وزير المهاجرين اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، التواصل مع دمشق لتذليل عقبات عودة أكثر من 839 ألف نازح سوري.
في 21 يونيو، أشار ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا، فيليب لوكلير، إلى أن هناك 8 آلاف لاجئا سوريا يعودون لبلادهم من تركيا أسبوعيا، مشددا على أن ظروف سوريا غير مناسبة لزيادة الأعداد.
ما تركته الحرب

أصبحت سوريا أكثر الدول تسجيلا في عدد ضحايا الألغام بالعالم، بعد رصد الأمم المتحدة وقوع حادث انفجار لغم كل 10 دقائق في الفترة من 2016 حتى 2021.
بلغ عدد ضحايا حوادث الألغام في سوريا، أكثر من 12 ألف حالة، وبلغت نسبة القتلى منهم 35 في المئة. وسجل الأطفال 25 في المئة من الضحايا وتضرر 50 في المئة منهم ببتر أحد أطرافهم، وفقا لمنظمة الصليب الأحمر الدولي.
في عام 2021، سقط نحو 241 قتيلا، من بينهم 114 طفلا و19 امرأة، وجرح 128 آخرين منهم 60 طفلا بجروح خطيرة.
خلال الفترة ما بين 2011 إلى 2021، قتل 2637 مدنيا، من بينهم 605 أطفال، و277 امرأة، و9 إعلاميين، و6 من العاملين في الدفاع المدني، و8 من الكوادر الطبية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كان شمال غرب سوريا وبالأخص محافظتي الرقة وحلب الأكثر تسجيلا لعدد الضحايا، حيث بلغت النسبة هناك 50.5 في المئة.
تقارير المنظمات الدولية توقعت بأن 10.3 ملايين شخص في سوريا معرضون لخطر جراء انفجار الألغام بشكل مباشر، وبشكل غير مباشر نتيجة شظايا الانفجارات والتلوث، خاصة أن الألغام الكامنة في الأراضي شملت الألغام المضادة للمركبات، والألغام العنقودية غير المنفلقة، والعبوات الناسفة محلية الصنع، إضافة إلى الألغام العسكرية التقليدية.
تحديات المهمة

تتمثل تحديات إزالة مخلفات الحرب في عدم دقة المعلومات حول مناطق انتشار الألغام في سوريا، وصعوبة الكشف عنها وإزالتها في المدن، التي لم تتم إعادة إعمارها بعد، إضافة إلى التكلفة الباهظة لعملية مسح ونزع مخلفات الحرب من الأراضي والمباني المهدمة.
تحولت مهمة نزع الألغام إلى أزمة تؤرق الدولة السورية وتهدد المجتمع، خصوصا أن الأراضي السورية شهدت اشتباكات كبيرة بين الجيش السوري والجماعات الإرهابية التي عمدت إلى زرع الألغام والمتفجرات في مناطق كثيرة بسوريا، حسب المحلل السياسي السوري غسان يوسف.
محاولات للحل

يشير المحلل غسان يوسف، خلال حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى جهود الدولة السورية بتشكيل اللجنة الوطنية لنزع الألغام بقيادة وزير الخارجية فيصل المقداد، منذ نحو 3 أشهر.
ويوضح أن هذه الجهود تتطلب دعما من روسيا وجميع دول العالم والمنظمات الدولية، لأن هذا الخطر يهدد حياة مجتمع بأكمله، مؤكدا على أن نجاح هذه المهمة الجسيمة سيؤدي لعودة آمنة للاجئين والمهاجرين.
نجحت اللجنة السورية في إزالة أكثر من 50 ألف عبوة ناسفة، و45 ألف لغم، و84 ألف قذيفة غير منفجرة، وتطهير نحو 55 ألف هكتار من المناطق السورية من الألغام.