فتيات بعمر الزهور من مدرسة الشهيد اياد مثنى في منطقة خلة يصنعنّ داخل إحدى الحجرات الصغيرة في المدرسة عالماً من الابداع والجمال والتميز في فن التصميم المعماري والهياكل الهندسية المميزة .
ما أن تدخل الى تلك الحجرة الصغيرة حتى تجد نفس وسط مدينة كبيرة باهرة الجمال بفنها المعماري والوانها المتنوعة واشكالها المتعددة من دور وقصور ومدارس ومساجد وقلاع .
نعم . كل ذلك داخل حجرة صغيرة ومن صُنع فتيات خلة من مدرسة الشهيد اياد مثنى.
في مدرسة الشهيد اياد مثنى في منطقة خلة بمديرية الحصين محافظة الضالع هذه المنطقة التي تفتقر كغيرها من مناطق المحافظة عامة إلى ابسط الخدمات المدرسية التي تعطي الطلاب مساحة لممارسة هواياتهم وإبداعاتهم وإقامة الأنشطة المدرسية الطلابية . الا انني تفاجأتوا عند زيارتي الاولى لهذه المدرسة ولفت انتباهي أشد الانتباه تلك التصاميم الهندسية المتقنة في الصنع والتلوين والمختلفة بأشكالها المرتصة في أحدى حجرات المدرسة والتي صنعتها مجموعة من الفتيات في المدرسة من مواد اولية بسيط جدا . كالكراتين والأوراق والصمغ والالوان العادية . الا انك عندما تراها تظن أنها مصنوعة من الجبس أو الصلصال من جمال الابداع وإتقان التصميم
هولاء الطالبات نقلنٌ ابداعهن هذا من المنزل إلى المدرسة لتصبح نشاطاً مدرسياً وعملاً جماعياً للطالبات الواتي يتشاركن التفنن في هذا العمل الهندسي الجميل
تشجيع مدرسي فتح باب الإبداع أكثر
المعلمون وإدارة المدرسة كانوا عاملاً قوي في تشجيع هولاء الطالبات ودعمهنٌ الدعم المعنوي الكامل لممارسة هذه الإبداعات . اذ خصصت لهن إدارة المدرسة غرفة خاصة لعمل هذه الفنون الجميلة وممارسة هذا الفن الإبداعي بكل حرية وسعادة وتميز .
وهذا هو الدور الحقيقي للمعلمين في تنشأة الطلاب وصنع جيلاً مبدعاً نشيطاً يتسم بالتميز والعطاء .
وقال الأستاذ أحمد محمد صالح . وكيل المدرسة .. بدأنا بفكرة انشاء معرض صغير لإعمال الطالبات في المدرسة ولكننا تفاجأنا بإبداع ومواهب الطالبات اللواتي قدمنا اعمالهن إلى المدرسة وعملنٌ اعمالاّ لم نكن نتوقعها . فعملنا على الإشراف والمتابعة لتنمية هذه المواهب . كما كان لأسرهن في المنازل دور كبير في تشجيعهن . وإبراز تلك المواهب بشكل أكبر
فيما يقول الاستاذ محمد ابو بكر مدير المدرسة .. اكتشفنا مواهب هولاء الطالبات عندما أتين ببعض الأعمال البسيط إلى المدرسة . فقمنا في المدرسة باعطائهن غرفة خاصة لعمل هذا التصاميم ودعمهن ببعض الادوات البسيطة الأزمة . وبعد تشجيعهن وتخصيص غرفة خاصة لهن تطور عملهن أكثر واصبحنّ يبدعنّ أكثر ويعملين أعمالا كثيرة وكبيرة وأكثر جمالا وابداعا من البداية .
ويظهر جليا تشجيع المعلمين لهولاء الطالبات المبدعات من كمية الأعمال الضخمة التي ترتص في حجرة المدرسة واهتمام المدرسين بهذه الأعمال وتوفير بعض الأدوات التي تساعدهن على العمل والإبداع أكثر.
عمل جماعي زاد طاقات الإبداع
منظر الفتيات وهنٌ في حجرة التصميم الخاصة بهنٌ واياديهن الناعمة تقص وتشكل وتلون وترسم ويصنعنّ الجمال الفني في نسق واحد ومنظم كنحلات تبدع في صنع عالمهن الخاص بكل إتقان وروعة . مفعمات بالنشاط والٱمل كل فتاة تستمد الطاقة من الأخرى . هذا المنظر الجماعي لهولاء الفتيات كان سبباً في ابداعهن وإخراج الطاقات الاكثر في التميز .
كطوكان الفرق واضحا من خلال حديث الفتيات عن عملهن في هذا المجال سويا وفي حجرة واحده هيأتها لهن إدارة المدرسة وكيف ساعد ذلك في اتقانهن وتفننهن في هذا المجال .
إذ تقول الطالبة مرام احمد ناصر .. كنتُ اعمل في المنزل اشياء بسيطة وقليلة وعندما اتينا إلى المدرسة اصبحنا نصنع هذه الأعمال الهندسية بكثرة وباحجام كبيرة . وصرنا نعمل اعمال مشتركة اني وزميلاتي واشكال كثيرة ومختلفة
كما تقول الطالبة سالي صامد.. عندما اجتمعت اني وزميلاتي في المدرسة وعملنا سويا اصبحنا نمارس هذه الموهبة كل يوم ونعمل أعمالا مختلفة وكثيرة لم نكن نعملها في المنزل . ونتشارك اني وزميلاتي على صنع المنازل والمباني وعمل أشياء كثيرة.
طموح المعرض الذي يمثل المحافظة
لم يتوقف إبداع هولاء الفتيات المبدعات وطموحهن داخل هذه الحجر والمدرسة فقط . بل يطمحنٌ إلى أبعد من ذلك . وهو الطموح المشترك لهن جميعاً بعمل معرض واسع لهذه التصاميم الإبداعية وأعمال أكثر دقة واكبر احجاماً تُعرض في معرض عام على مستوى محافظة الضالع وخارجها . وتذهب هذه الأعمال إلى أبعد ماهي عليه الآن.
تقول الطالبة باسكال بكيل .. نطمح أن نكبر هذا المشروع ونعمل معرضاً كبير يضم هذه الأعمال وغيرها من الأعمال التي نفكر في عملها وتمثل محافظة الضالع بشكل عام
كما تقول الطالبة سارة ياسر .. نريد أن تخرج ابداعاتنا هذا إلى النور . وان يراها الجميع . ومازال في امكاننا عمل الكثير من الأعمال المتعددة وعمل معرض يمثل محافظة الضالع كلها والخروج أيضاً إلى خارج المحافظة .
هذا الطموح التي تحمله الطالبات يحمله أيضاً المعلمون في المدرسة الذين يطمحون لعمل معرضاً كبيرا لابداعات الفتيات ولكن يبقى هذا الطموح والأفكار والإبداعات حبيسة الحُجُرة حتى الآن . وتحتاج إلى دعم وجهود من التربية والتعليم وجهات أخرى تؤمن بهذا العمل الذي تُبدع به هولاء الفتيات الطامحات.



